للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخوارزمي الذي تناول كتاب «سند هند» وصاغه صياغة جديدة مبسطة جعلته في متناول القارئ، كما اهتم بمسألة الميراث في القرآن الكريم وعالجها علاجا سهلا مفهوما، كما ضرب كثيرا من الأمثلة والقواعد شارحا المواريث وعتق الرقيق.

ولا شك في أن الخوارزمي من أشهر العلماء الذين عرفهم العالم الإسلامي في تلك الفترة من الزمن وقد وقع عليه اختيار نصير العلم والعلماء الخليفة المأمون فقربه إليه وحنا عليه فوضع له كتبا كثيرة في الجغرافيا والفلك، وقد ترجمها إلى اللاتينية بعد مضي ثلاثة قرون على تأليفها الإنجليزي «أتيلهرت فون بات» فيسر ترجمته هذه لعلماء أوربا الاطلاع عليها والاستفادة منها. لكن المؤلفات التي خلدت ذكرى الخوارزمي كتاباه في الرياضيات أحدهما وهو «الجبر والمقابلة» ويعالج المسائل المتصلة بحياتنا اليومية. وقد ترجم في العصور الوسطى إلى اللاتينية إلا أن المترجم اختصر اسمه العربي واكتفي بلفظ «الجبر»، وما زالت هذه الترجمة معروفة حتى اليوم باسم «الجبر».

أما الكتاب الثاني الذي يخلد ذكرى الخوارزمي فهو كتاب صغير في الحساب الهندي وهو يشرح فيه الأعداد والحساب من جمع وطرح وضرب وقسمة، وكذلك الكسور والتنصيف والتضعيف.

وقد وجد هذا الكتاب طريقه إلى أسبانيا حيث ترجم في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي إلى اللاتينية، وفي نفس القرن ظهرت الطبعة الأولى للترجمة اللاتينية لهذا الكتاب في ألمانيا، وأقدم مخطوطة توجد في مكتبة فينا وهي ترجع إلى عام ١١٤٣، كما توجد نسخة أخرى في دير «سالم» محفوظة تحت اسم «ليبر الجوريزمي» أي كتاب الخوارزمي، وهو اليوم في «هيدلبرج».

ثم نجد لفظ «الجوريتمي» يصبح علمًا على رجل يسمى «الجوريسموس»، كما ازدادت الدعوة إلى استخدام الأعداد الهندية والحساب الهندي، وقد تفنن القوم في الدعوة إلى هذا حتى صاغوا في ذلك شعرًا لاتينيًا، فقد وصلتنا قصيدة تعرف باسم «كرمن ده الجوريسمو» أي قصيدة اللوغاريتم، وهي للمؤلف «ألكسندر ده فيلا داي» وهو من أبناء القرن الثالث عشر الميلادي.

<<  <   >  >>