للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إن الخوارزمي لم يتكلم فقط، فاسم هذا العالم العربي الذي علم أوربا الأعداد الجديدة وطريقة الحساب أصبح علمًا على الطريقة الحسابية الجديدة «تكرار الخمسة الأعداد»، وعلى العلم المعروف اليوم باسم «اللوغريتمات». وقد وجد لهذا العلم الأنصار الذين كافحوا من أجل استخدام طريقته في الحساب في أسبانيا وألمانيا وإنجلترا وفرنسا وتغلبوا على خصومهم الذين كانوا يناصرون الطريقة القديمة حتى اشتهروا باسم «الأبجديين» (الباسيتين)، كما عرف أنصار الخوارزمي الذي بشروا بطريقته الحسابية واستخدام نظام الخانات والصفر باسم «اللوجريتميين».

لكن الشيء الذي يؤسف له أن التاريخ سريع النسيان، ففي القرن الثالث عشر نتبين في القصيدة اللاتينية «كارمن ده الجوريسمو» أن أصل ومدلول كلمة «الجوريسموس» قد ضاع، وليس هذا فقط بل حتى أولئك الذين يعنون بالبحث عن أصول المفردات ومدلولاتها وبخاصة تلك التي تتصل اتصالا وثيقا بالحضارة الإنسانية يتجاهلون العرب ودروهم الخطير في الحضارة الإنسانية؛ لذلك لا يهتمون بالرجوع إلى العربية إذا ما أرادوا معرفة أصل الكلمة ومعناها. فمن الأوربيين من ذهب إلى أن لفظ «الجوريسموس» يتركب من كلمة «اليوس» أي «أجنبي» أو «دخيل» ولفظ «جوروس» أي «إدراك» أو «معرفة» اعتقادًا بأن هذه الكلمة تشير إلى أنها ملاحظة أجنبية دخيلة. وآخر يصر على الاعتقاد بأن في الكلمة لفظ «أرجيس» وهو لفظ يوناني ولفظ «موس» أي عادة؛ فاللفظ يدل على عادة يونانية. ونجد ثالثًا تردي في الخطأ أيضًا فقال إن الكلمة مشتقة من «أريس» أي «قوة» و «ريتموس» أي «عدد». وجاء رابع بفكرة أخرى تقول بأن في لفظ «الجوريسموس» نجد الكلمة اليونانية «الجوس» ومعناها الرمل الأبيض وكلمة «ريتموس» أي عدد فكلمة «الجوريتموس» معناها الحساب على لوح مغطى برمل أبيض، كما جرت العادة قديمًا. ونجد خامسًا يفسر هذه الكلمة التي كثر حولها الجدل بأنها من «الجوس» أي «فن» و «رادوس» أعني «عددًا» فمدلول الكلمة «فن العدد». أما القصيدة «كارمن ده الجو ريسموس»، فقد قالت برأي آخر وهو أن خالق هذا الفن هو الملك «الجوروس» من الهند، ونسبه آخرون إلى ملك مسيحي خرافي يدعى «الجور» وكان ملكًا على كستيليا. ورأي آخر يدعى أنه فيلسوف. وفي رحلة طويلة حول

<<  <   >  >>