للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا اللفظ ومدلوله ظهر أخيرًا رأي جديد أقرب من كل ما سبق إلى الحقيقة، فقد اعتمد صاحب هذه الفكرة الجديدة على ما ورد مرة في كتاب منسوب إلى بطليموس وهو مكون من ثلاثة عشر جزءًا، وقد نقل إلى العربية مع تعريف اسمه تعريفًا عربيًا فأطلق على المترجم لفظ «الماجست» وهذه تسمية مركبة تركيبًا مزجيًا، وقياسًا على هذا لماذا لا يكون لفظ «الجوريسموس» أيضًا من العربية «أل» والكلمة اليونانية «أريسموس» أي العدد؟ أما الحرب «ج» فهو مقحم على الكلمة ولا يستحق التفكير. ففي الترجمة من اليونانية إلى العربية أو من العربية إلى اللاتينية كثيرًا ما يتعرض المترجم لمثل هذه الأخطاء وتلك الاحتمالات. وظل الحال كذلك حتى جاء القرن التاسع عشر واهتدى الفرنسي «ريناند» عام ١٨٤٥ إلى وجود اسم الخوارزمي في لفظ «الجوريسموس».

ومن حسن الحظ أن دليلًا قويًا يقوم على أن الأعداد العربية وجدت طريقها إلى أوربا عن طريق كتاب الخوارزمي الأول الذي عالج فيه الأعداد الجديدة التي أولاها العرب كل اهتمامهم، وشرعوا في كتابتها كعادتهم في لغتهم من اليمين إلى الشمال مبتدئين بالآحاد فالعشرات، كما نتبين هذه الظاهرة من كتاب الخوارزمي وحيث بسط لنا الصفر واستخدامه في الجمع والطرح، فقد ورد:

٣٨

-١٨

ــ

٢٠

فإذا كان الباقي لا شيء فيقرر الخوارزمي كما جاء في الترجمة اللاتينية: وجوب وضع دارة حتى لا تظل الخانة خالية، ومكان الدارة هو هذه الخانة؛ وبذلك يتجنب الوقوع في الخطأ واعتبار خانة العشرات كما لو أنها خانة آحاد ولا يتأثر الإنسان بخلو الخانة، ويعتبر العدد (٢) أنه في الآحاد مع ملاحظة أن كتابة العدد تبدأ من اليمين إلى اليسار: ومن العبارة الأخيرة يفهم أن الصفر يوضع على يمين العدد ووضعه على يساره (٠٢) لا يغير قيمته.

<<  <   >  >>