للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان من «جربرت» إلا أن وهب نفسه للشيطان حتى لا يستطيع الساحر العجوز أن يصيبه بأذى انتقامًا منه، واعتقد «جربرت» بحصوله على هذا الكتاب أنه ربح شيئًا كبيرًا من أعداء المسيحية.

و«جربرت» هو أول أوربي استخدم الإشارات التسع التي تعلمها على الحدود الإسبانية. وفيما يتعلق بطريقة الحساب اليونانية والرومانية وهي الطريقة الابتدائية المعرفة باسم «أباكوس» والتي هي عبارة عن لوح خاص للحساب فقد ترك «جربرت» القوم وشأنهم يفعلون ما يشاءون. وإطار الحساب هذا كان مقسمًا بخطوط عمودية تقسم الإطار إلى خانات للآحادث والعشرات والمئات وهلَّم جرا. وفي هذه الخانات كانت توجد علامات للحساب من الحجر والزجاج أو المعدن حسب عدد الآحاد والعشرات والمئات وعن طريقها يستطيع الإنسان الجمع والطرح، والشخص الماهر في الجمع يستطيع عن طريقها الضرب أيضًا، وذلك أنه عن طريق تكرار عمليات الجمع يصل إلى العدد النهائي. لكن الشخص الذي كان يستصعب هذه الطريقة في استطاعته أن يقرأ واحدًا وواحدًا وواحدًا في واحد في الجداول الجاهزة.

لكن ما الداعي إلى كثرة أكوام الأحجار هذه والتي يجب أن تحصى أحجار كل كومة على حدة علاوة على ما في الطريقة من تعب؟ أما إذا رسم الإنسان في خانات الحساب الأعداد الجديدة فيكفي أن ينظر إلى خانات الآحاد ليجد (٥)، وفي خانة العشرات (٦) فيقرأ في يسر (٦٥).

وطلب «جربرت» إلى أحد صانعي التروس أن يصنع له لوح حساب من الجلد وكلفه، كما جرت العادة. أن يعبر في الخانات الدالة على الآحاد والعشرات والمئات على الأعداد الراسية بالإشارات الرومانية الدالة على (واحد) و (عشرة) و (مائة) أعني (I و × و C). أما الإشارات الدالة على الألف فقد طلب إليه أن ينحتها من القرن ورسم عليها إشارات جميلة جدًا وجديدة لم يرها أحد من قبل.

وكما أن هذه الإشارات كانت عجيبة في أشكالها كذلك كانت في أسمائها حتى إن «جربرت» نفسه لم يذكرها.

<<  <   >  >>