للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن حسن الحظ أن أسماء هذه الإشارات جاءتنا في مخطوطة متأخرة ترجع إلى القرن الثاني عشر «رودولف فون لاون» وهي كالآتي:

١ = (ايجين) و ٢ = (أندرس) و ٣ = (أورميس) و ٤ = (أربس) و ٥ = (كويماس) و ٦ = (كلكتيس) و ٧ = (زينيس) و ٨ = (تمنياس) و ٩ = (زيلنتيس).

ويلاحظ أن اللفظ الدال على العدد (٤) هو العربي (أربعة)، كما أن (٥) هي (خمسة)، وكذلك (سبعة) و (ثمانية).

ومجرد النظر إلى هذه الألفاظ العجيبة فعلا يطلعنا على مدى التحريف الذي طرأ على أسمائها العربية، فقد شوهت حذفًا وتغييرًا فنسب أصولها إلى أنها انحدرت عن الكلدانية مما سبب للعلماء المتأخرين كثيرًا من الاضطراب. وظل الأمر كذلك حتى أدرك نفر من العلماء أن كثيرًا من المواد التي ترجع إلى بلاد العرب البعيدة قد نسبها القوم خطأ إلى الكلدانيين والألفاظ الدالة عليها كلدانية.

ويذهب «رودولف» بعيدًا وينسب إلى الكلدانيين خطأ اختراعهم للطريقة الابتدائية للحساب والمعروف باسم «أباكوس».

ولم يقف الأثر العربي عند الإشارات الدالة على الحساب الهندي بل أعطى أوربا أيضًا الطريقة العربية لكتابتها، أعني من اليمين إلى اليسار شأن العرب في كتابتها شأنهم في الكتابة العربية. ويذهب «رودولف» بعيدًا فيذكر عند الحديث عن جدول حسابه الخطأ الذي تردى فيه المخترعون إذ هم يكتبون من اليمين إلى اليسار، وأنهم لهذا السبب كثيرًا ما وقعوا في أخطاء كثيرة.

وهناك تلميذ لرودولف يدعى «برنليوس» وقد نشر مخطوطة أستاذه الخاصة بالحساب وجدوله، كما ألف كتابًا حول الطريقة البدائية «أباكوس»، وهو يشرح كيف أن الإشارات التسع الجديدة للأعداد لم تنتشر خارج محيط العلماء ولم تجد طريقها إلى الشعب. فالإنسان لا يستطيع استخدامها لا في الكتابة ولا في الحساب. وقد نسخ «برنليوس» الأعداد العربية الموضوعة على الخانات الحسابية

<<  <   >  >>