العرب الغربيين، فقد كانت أقدم من الإشارة العاشرة التي جاء بها الخوارزمي وتختلف جزئيًا من ناحية الشكل عن تلك التي كانت مستعملة في شرق العالم الإسلامي وقبل مجيء الفلكي الهندي «كنكاه» إلى بغداد حيث أحضر الأعداد الهندية العشرة كانت الإشارات التسع والتي كانت تعرف باسم أعداد جوبار، قد جاء بها غالبًا تجار من الهند إلى الإسكندرية ومنها انتقلت إلى غرب البحر الأبيض المتوسط.
والآن نتساءل: متى حدث هذا؟ ولماذا تنقص هذه الإشارات العددية تلك الإشارات الدالة على الصفر؟ هل جاء بها العرب إلى أسبانيا وبصورتها الأصلية، هذه الصورة التي عرفها بها «سفيروس سابوكيت»؟ أو أن الصفر لم يدرك قيمته ووظيفته أولئك الأجانب الذين أخذوا الإشارات العددية؛ لذلك ضاعت تلك الإشارة الدالة على الصفر وضاع معها مدلولها؟ إن شر عدم وجود الصفر ما زال إلى اليوم غامضًا.
واختلاف هذه الإشارات العددية لم يكن مقصورًا على العالم العربي فقط، فالهند وطن هذه الإشارات لو توحدها، فهناك خلاف في أشكال الحروف الكتابية كما نجد فروقًا بين الإشارات الدالة على الأعداد حسب الزمان والمكان، وهذه الحقيقة نعرفها عن الرياضي العربي البيروني (٩٧٣ - ١٠٤٨ م) وقد كان معاصرًا ل «جربرت». والبيوني كما نعلم من تاريخ حياته كان هاويًا الأسفار وخاصة إلى الهند؛ لذلك ألمَّ بلغاتها وعلومها، وهو يذكر أن العرب أخذوا عن الهند الأعداد التي توافقهم فقط غير مكترثين بأشكالها طالما يدرك الإنسان القيمة الذاتية للإشارة العددية.
ويذكر الخوارزمي أيضًا بهذه المناسبة أن العرب كانوا يستخدمون نوعين من الإشارات العددية الهندية فالإشارات الدالة على الأعداد (٥) و (٦) و (٧) و (٨) تختلف في كتابتها عن أخرى، ثم يضيف قائلًا: ولا توجد فيها صعوبات.
وحتى يومنا هذا تجد كتابة الأعداد في شرق العالم العربي تختلف عنها في سائر الأقطار العربية الأخرى. أما الطريقة المتبعة في غرب العالم العربي فقد اندثرت بعد أن قدمت لأوربا النماذج المعروفة التي تستخدمها اليوم في: الأعداد العربية.
و«جربرت» صاحب فضل عظيم على الأوربيين فهو أول من هداهم إلى الأعداد