وفي عام ١٢٢٠ وهو عام تتويج القيصر الأشتوفي ألف «ليوناردو» استجابة لرغبة فلكي القصر القيصري «دومينوس هيسبانوس» كتابًا في الهندسة أثار إعجاب القيصر، الذي كان قد عاد من ألمانيا لنبوغ صاحبه وعبقريته، وقد نظم فيلسوف القصر وهو «ماجستير يوحنا فون بالرمو» استقبالا عظيما في القصر القيصري في «بيزا» إعجابًا منه بالكتاب الذي ألفه «ليوناردو». فالفيلسوف يوحنا كان ملمًا ببعض المعلومات الرياضية إلا أنه لا يرتفع إلى مستوى ابن «بيزا». وكان بين علماء القصر عالم عربي اسمه تيودور الأنطاكي، وقد درس في الموصل على يد العالم العربي الشهير كمال الدين بن يونس أشهر الكتب للرياضيين العرب، كما سمع في البلاد العربية عن شهرة وعظمة إمبراطور الإفرنج، لذلك رافق أحد رسل القيصر فريدريش الثاني وهو أحد أبناء الشرق وتبعه إلى جنوب إيطاليا. وهناك نجد العلماء مع قيصرهم يتناقشون ويتجادلون، ويتجلى نبوغ هذا الشاب وعبقريته في قائمة بالأسئلة الرياضية الصعبة أعدها بنفسه.
وكان حضور «ليوناردو» هذا الاجتماع نصرًا عظيمًا له ولنبوغه، إذ أدرك الحاضرون عبقرية ابن تاجر بيزا، وكيف أجاب على المسائل الرياضية التي عرضت ولم يدركها إلا القيصر وتيودور تلمذي ابن يونس، والذي درس كتب الفرابي وابن سينا وإيكليد وكتاب الماجست لبطليموس. وقد أدرك الحضور عبقرية ليوناردو وإحاطته بعلوم اليونان والعرب. وقد سجل ليوناردو هذه المقابلة مع سيده القيصر في رسالتين رياضيتين تحدث فيهما عن كل ما دار في هذا الاجتماع. لقد ذكر المسائل التي عرض لها في المجلس وشرحها كما شرح القواعد التي اعتمد عليها، وبالرغم من هذا فإنه حتى اليوم لم يتوصل إلى حل جميعها، أعني هذه المسائل التي تعرض لها وأدلى فيها برأيه وهي مسائل تدهش الرياضة الحديثة.
وقد كتب المؤرخ «كنتور» عن الرسالتين ما ترجمته: وبعد أن عرضنا لرسالة ليوناردو اعتقدنا أننا عبرنا بما فيه الكفاية عن إعجابنا بالعالم ليوناردو. أما الآن فإننا نعتذر، إذ إننا لا نجد الكلمات التي تعبر عن تقديرنا العظيم للمؤلف ليوناردو بعد الاطلاع على رسالتيه.