مفروع منه مسلم به، لأنه شبه الحقيقة - وهي الناس، والجمال - بالمجاز - وهو الجن والطير.
وقد أفاد عبد القار الجرجاني من هذا الباب - وهو جعل الفرع أصلاً، والأصل فرعاً - إفادة كبيرة، فقد أطال في شرح هذا المعنى الذي جعله فرقاً بين التشبيه، والتمثيل، فذكر أن جعل الفرع أصلاً، والأصل فرعاً، إذا استقريت التشبيهات الصريحة، وجدنه يكثر فيها (١)، وليس كذلك التشبيهات التي تأتي على طريق التأول فهم في التشبيهات الصريحة يشبهون الشيء بالشيء في حال، ثم يعطفون على الثاني فيشبهونه بالأول، فترى الشيء مشبهاً مرة، ومشبهاً به مرة أخرى، كتشبيه السيوف بالبروق، والبروق بالسيوف، وتشبيه الدروع بالغدران وعكسه، وتشبيه أنوار الرياض بالنجوم وعكسه، وتشبيه غرة الفرس الأدهم بالنجم والصبح وعكسه، وتشبيه الجواري بالسرو، وعكسه، وتشبيه ثدي الكواعب بالرمان وعكسه وتشبيه الجداول والأنهار بالسيوف، وعكسه، وتشبيه الأسنة بالنجوم وعكسه، وتشبيه الدموع بالطل وعكسه، وتشبيه الشيخ بالفرح وعكسه وتشبيه الظليم في حركة جناحيه بالخباء المقوض وعكسه.
ثم بين عبد القاهر ما يمتنع عكس التشبيه فيه، وما يشبه الممتنع، وما يستقيم العكس فيه.
ثم ذكر جعل الفرع أصلاً في الصفة للمبالغة، كما في قول محمد بن وهيب: