للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إثباتُ عمومِ عِلْمِ اللهِ؛ لقولِهِ: {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} بكلِّ شيءٍ كائنٍ أو معدومٍ؟ كلاهما، لكَلِّ شيءٍ واجبِ الوجودِ، أو جائِزُه، أو مُمْتَنِعُه، يَعْلَمُ حتى المُمْتَنِعَ، قال اللهُ تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياءِ: ٢٢]. ولا يُمْكِنُ أن يكونَ فيهما آلهةٌ إلا اللهُ، ومع ذلك عَلِمَ عَزَّ وَجَلَّ أنه لو كان ذلك لَفَسَدَتِ السَّمواتُ والأرضُ؛ ولهذا نقولُ: عِلْمُ اللهِ تعالى متعلِّقٌ بكلِّ شيءٍ، في الواجبِ كَعِلْمِه بنفْسِه، في المستحيلِ كَعِلْمِه بفسادِ السَّمواتِ والأرضِ لو كان فيهما آلهةٌ إلا اللهُ، في الممكنِ كعِلْمِه بالمخلوقاتِ.

فَعِلْمُ اللهِ متعلِّقٌ بكلِّ شيءٍ من واجبٍ ومستحيلٍ ومُمْكِنٍ.

وهنا تنبيهٌ على خطأٍ جارٍ بَيْنَ الناسِ: إذا كان شيءٌ قليلٌ قالوا: هذا بسيطٌ، هذا غَلَطٌ؛ لأنَّ البَسْطَ في اللغةِ يعني التوسيعَ والتكثيرَ، فلا تَقُلْ: هذا بسيطٌ، قُلْ: هذا يسيرٌ، هذا قليلٌ، إن كان من حيثُ الصفةُ قل: يسيرٌ، وإن كان من حيثُ العددُ فَقُلْ: هذا قليلٌ.

* * *

<<  <   >  >>