للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حياتَهُ، فأمر بسَجْنِه. ثم إنه دعا عابرًا آخرَ فقال له: إنَّك أطولُهُم عُمرًا. فَأَكْرَمَه وارتاح لقولِهِ. والمعنى واحدٌ؛ لأنَّه إذا مات أهلُه قَبْلَه صار أطولَهُم عمرًا، لكن التعبيرَ يختلفُ هنا {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} أضاف ربوبِيّتَه عَزَّ وَجَلَّ إلى الكافرين، لكن في مقامِ الإحتجاجِ؛ ثم إنه يُسَهِّلُ الأمرَ، أنه قال: {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} لإفادةِ العمومِ.

مسألة: من الغلطِ العظيمِ الرجوعُ إلى الكتبِ التي تَعْبُرُ الرؤيا، وهو غلطٌ لأنَّ الرؤيا تختلفُ باختلافِ الرائي واختلافِ المرئيِّ الذي رُئِيتَ فيه ... إلخ، ومن الناسِ مثلًا من يرى أنه يؤذِّنُ فنفسِّرُ له الأذانَ بأنه سيحُجُّ؛ لقولِهِ: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: ٢٧]، ومن الناسِ من يرى هذه الرؤيا ونقولُ: إنه سارقٌ {أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف: ٧٠] على حسبِ الحالِ.

إذن لا يجوزُ أن نرجعَ إلى كتبِ التعبيرِ حتى نَنْظُرَ في كلِّ قضيَّةٍ بعيْنِها، ثم إن عَبْرَ الرؤيا في الواقعِ ليس سببُها العلمَ، قد يكونُ إنسانًا من أعلمِ الناسِ ولا يَعْرِفُ أن يَعْبُرَ الرؤيا، وقد يكونُ من عوامِّ الناس وَيعْبُرُها وتقعُ كما عَبَرَ؛ إذنْ لا نعتمدُ على هذه الكتبِ، لكن إن كان فيها قواعدُ عامَّةٌ يستعينُ بها الإنسانُ فهذا يُمْكِنُ أنْ نَرْجِعَ له.

الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: أنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سوفَ يَجْمَعُ بَيْنَ الناسِ يومَ القيامةِ ويَحْكُمُ بينهم، فيما كانوا فيه يختلفون؛ لقولِهِ: {اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا}.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: أنَّ المَرْجِعَ إلى اللهِ خاصَّةً؛ لقولِهِ: {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} لكن في أيِّ شيءٍ؟ هل معناه إليه المصيرُ يومَ الحسابِ، أو إليه المصيرُ في كلِّ شيءٍ؟

الجوابُ: الثاني، إليه المصيرُ في كلِّ شيءٍ، إن أردنا الحكمَ الشرعيَّ فالمصيرُ

<<  <   >  >>