للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمثلًا من صفاتِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى المكرُ بمن يستحقُّ المكرَ، وهل يجوزُ أن نشتقَّ من هذه الصفةِ اسمًا من أسمائِهِ؟

الجواب: لا يجوزُ؛ لأنَّ بابَ الصفاتِ أوسعُ، من أوصافِ اللهِ أو من صفاتِ اللهِ، الصُّنْعُ {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: ٨٨]، هل يُمْكِنُ أن نشتقَّ من ذلك اسمًا للهِ هو الصانعُ؟

الجواب: لا، وعلى هذا فَقِسْ.

ثم اعلمْ أن دلالةَ الصِّفَةِ على مدلولهِا تنقسمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:

دلالةِ تَضَمُّنٍ، ودلالةِ مُطَابَقَةٍ، ودلالةِ التزامٍ.

فدلالةُ الإسمِ على جميعِ معناه تسمى دلالةً مُطَابَقَةٍ، وعلى جُزْئِهِ دلالةَ تَضَمُّنٍ، وعلى شيءٍ خارجٍ لازمٍ دلالةَ التزامٍ.

ونحن نُمَثِّلُ لكم الآن بالمحسوسِ والمعقولِ إذا قلتَ: هذه دارٌ، أو هذا بيتٌ دلالتُها على جميعِ ما هُو داخِل السُّورِ دلالةُ مطابَقةٍ يعني: يَشْمَلُ الحُجَرَ - وهي الغُرفُ الأسفل - ويشملُ الغُرفَ التي في الدَّوْرِ الثاني والثالثِ، وهلمَّ جرًّا، فهذه دلالةُ مطابَقَةٍ.

ودلالةُ هذا اللفظِ على الصالةِ، وعلى المطبخِ، وما أشبهَ ذلك على واحدٍ منها دلالةُ تضمُّنٍ؛ لأنَّه يدلُّ على جزءِ المعنى.

ودلالتُهُ على بانٍ بَنَاهُ دلالةُ التزامٍ؛ لأنَّه لا يُمْكِنُ أن يُوجَدَ بيتٌ إلا ببانٍ. هذا مثالٌ في المحسوسِ.

<<  <   >  >>