وقسْمٍ آخَرَ: إذا أصابته رحمةُ اللهِ تعالى فإنَّه يستعملُها في طاعةِ اللهِ. وهذا يُستفادُ من غيرِ هذه الآيةِ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: التَّحذيرُ من الفَرَحِ بنعمةِ اللهِ إذا كان فَرَحَ أَشَرٍ وبَطَرٍ، وأمَّا إذا كان فرحَ استبشارٍ وسرورٍ وقيامٍ بطاعةِ اللهِ فإنَّه يُمْدَحُ، قال اللهُ تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: ٥٨].
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أنَّ ما يُصيبُ الإنسانَ من سيئةٍ فإنَّما هو بسببِ عَمَلِه؛ لقولِهِ:{بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: التَّعبيرُ بالبعضِ عن الكلِّ إذا كان لهذا البعضِ تأثيرٌ كبيرٌ؛ لقولِهِ:{بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أنَّ الإنسانَ من حيثُ هو إنسانٌ إذا أصابتْهُ السَّيِّئةُ كَفَرَ، بمعنى أَيِسَ من رَحْمَةِ اللهِ تعالى أن يَصرِفَ عنه هذه السَّيِّئَةَ، وأمَّا المؤمنُ فإنَّه لا يَيْأَسُ، بل يَصْبِرُ وينتظرُ الفَرَجَ إيمانًا بقولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ:"واعلمْ أنَّ النَّصْرَ مع الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مع الكَرْبِ، وأنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا"(١).
* * *
(١) أخرجه الإمام أحمد (١/ ٣٠٧)، من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.