للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحديثِ الصحيحِ "إنَّ اللهَ تعالى يومَ القيامةِ ينادي يقولُ: يا آدمُ فيقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ فيقولُ: أَخْرِجْ من ذُرِّيَّتِكَ بَعْثَ النارِ - أو بعثًا إلى النارِ. أي: مبعوثًا إلى النارِ - قال: يا رَبِّ وما بَعْثُ النَّارِ؟ قال: من كلِّ ألفٍ تسعُ مئةٍ وتسعةٌ وتسعون" واحدٌ في الجنةِ والباقي من الألفِ في النارِ.

إذَنْ: أهلُ النارِ أكثرُ من أهلِ الجنةِ بكثيرٍ - أجارنا اللهُ وإياكم من النارِ - ففزعَ الصحابةُ لهذا وقالوا: يا رسولَ اللهِ أينا ذلك الواحدُ؟ قال لهم: "أَبْشِرُوا إنكم في أُمَّتَيْنِ ما كانتا في شيءٍ إلا كَثَّرَتَاه، يأجوجَ ومأجوجَ" وهم من بني آدمَ يأجوجُ ومأجوجُ من بني آدمَ كما دلَّ على ذلك القرآنُ "فمنكم واحدٌ وألفٌ منهم" ففرِحَ الصحابةَ - رضي الله عنهم - بذلك (١).

المهمُّ أن اللهَ تعالى قال: {فَرِيقٌ} {وَفَرِيقٌ} مع اختلافِ الفريقيْن اختلافًا عظيمًا، فدلَّ ذلك على أن الفريقَ في اللغةِ يُطْلَقُ على القليلِ والكثيرِ {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} والجنةُ هي الدارُ التي أَعَدَّهَا اللهُ تعالى للمؤمنين والمُتَّقِين، وهي دارٌ فيها ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ ولا خَطَرَ على قلبِ بَشَرٍ، وأصنافُ النعيمِ في هذه الجنةِ - جعلني اللهُ وإياكم منهم - موجودةٌ في القرآنِ والسُّنَّةِ، أمَّا السعيرُ - والعياذُ باللهِ - فهي النارُ تُسَعَّرُ بها الأجسادُ، وفيها من أنواعِ العذابِ والنَّكالِ ما يتمنى أهلُها أن يموتوا ولا يَحْصُلَ لهم، قال اللهُ تعالى: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (٧٧) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} [الزخرف: ٧٧ - ٧٨].


(١) أخرجه البخاري: كتاب التفسير، باب قوله: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى}، رقم (٤٧٤١)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب قوله: "يقول الله لآدم: أخرج بعث النار"، رقم (٢٢٢)، من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>