للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذن الآيةُ تفيدُ أن القرآنَ كلامُ اللهِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى أضافه إلى نفْسِه.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: فَخْرُ العربِ؛ لأنَّ القرآنَ عربيٌّ، وهو للأممِ كُلِّهِم.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: حكمةُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى في إنزالِ القرآنِ باللغةِ التي يفهمُها من أُنْزِل إليه، وهذا كقولِهِ تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: ٤].

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: التأكيدُ على معرفةِ اللغةِ العربيَّةِ، وجْهُ ذلك: أنه إذا كان القرآنُ عربيًّا، وكنا مُخَاطَبِين به ومُلْزَمِين بالعملِ به، فإنه لا يُمْكِنُ الوصولُ إلى ذلك إلا بتعلُّمِ اللغةِ العربيَّةِ.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: الإشارةُ إلى أن الناسَ جميعًا ينبغي أن يكونوا يتحدثون باللغةِ العربيَّةِ؛ لأنَّ الناسَ كُلَّهُمْ جميعًا يَجِبُ أن يكونَ دينُهُمُ الإسلامَ، فإذا كان يجبُ أن يكون دينُهُمُ الإسلامَ؛ فانه يَلْزَمُ من ذلك أنه يجبُ أن يتعلموا لغةَ الإسلامِ.

ولذلك نرى أن الإسلامَ لما كان في أوجِ عِزَّتِهِ وقُوَّتِهِ دخلَ الناسُ في دينِ اللهِ وتعلَّمُوا اللغةَ العربيَّةَ، ومن الفُرْسِ والرومِ من كانوا أئمةً في الدينِ وأئمةً في العربيةِ، فـ (القاموسُ المحيطُ) - مَرْجِعُ الناسِ في اللغةِ الآن وقبل الآن - مؤلفُهُ الفيروزأبادي لا من قريشٍ، ولا من بني هاشمٍ، بل هُو فارسيٌّ، ومع ذلك هو مرجعُ اللغةِ العربيَّةِ، كذلك البخاريُّ إمامُ المُحَدِّثِينَ يعني إمامَ نَقَلَةِ سُنَّةِ الرسولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ غيرُ عربيٍّ؛ لأنَّه في الفتوحاتِ الإسلاميةِ كانت الغلبةُ للمسلمين الذين يتكلمون باللغةِ العربيةِ فَتَعَلَّمَ الناسُ العربيَّةَ ضرورةَ أنه لا يُمْكِنُ الوصولُ إلى فهمِ الدِّينِ إلا باللغةِ العربيةِ.

أَمَّا حالُ الناسِ اليومَ فعلى العكسِ، الآن العربيُّ يحاولُ أن يَتَعَلَّمَ اللغةَ غيرَ

<<  <   >  >>