للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: الإشارةُ إلى أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لن يصلَ إلى من أُرْسِلَ إليهم مباشرةً، وإنما يُنْذِرُ مَنْ حَوْلَهَا؛ لقولِهِ: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا}.

الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: أن القرآنَ باللغةِ العربيةِ لا يُمْكِنُ أن يَنتَذِرَ به إلا أُمُّ القرى ومَنْ حَوْلَها الذين هم عربٌ، وأما فارسُ والرومُ والأقباطُ وما أَشْبَهَهم، فهؤلاءِ لا ينتفعون بالقرآنِ إلا بَعْدَ أن يعرفوا اللغةَ العربيةَ ويعرفوا معانيَ القرآنِ، ولعلَّ هذا - واللهُ أعلمُ - أيضًا من الحكم أن اللهَ قال: {وَمَنْ حَوْلَهَا}.

الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: تخويفُ الناسِ من يومِ القيامةِ؛ لقولِهِ: {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ}.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: أن يومَ القيامةِ واقعٌ لا محالةَ؛ لقولِهِ: {لَا رَيْبَ فِيهِ}.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: أن الناسَ في ذلك اليومِ ينقسمون إلى قِسميْن: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} أهلُ الجنةِ يتجهون إلى الصراطِ؛ ليصلوا إلى الأعلى إلى الجنةِ، وأما أهلُ النارِ فلا يصعدون الصراطَ؛ لأنَّه لا يُرجى منهم أن يَنْجُوا؛ بل إنهم يُساقونَ إلى جَهَنَّمَ وِرْدًا؛ أي: على أشدِّ ما يكُونُ من العطشِ، وتُمَثَّلُ لهم النارُ كأنها سرابٌ يظنونها ماءً فيُسْرعون إليها، فإذا جاؤوها وَجَدُوا الأمرَ بالعكسِ، فيتوقفون، ولكنهم {يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور: ١٣]، ويقالُ لهم: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} [الطور: ١٤]، {اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا} [الطور: ١٦].

* * *

<<  <   >  >>