للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استند إلى راحلته، وهو مقابل الفجر، فغلبته عيناه، فلم يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا بلال ولا أحد من الركب، حتى ضربتهم الشمس، ففزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال بلال: يا رسول الله، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقتادوا»، فبعثوا رواحلهم واقتادوا شيئًا، ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا فأقام الصلاة، فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح، ثم قال حين قضى الصلاة: «من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها؛ فإن الله - تبارك وتعالى- يقول في كتابه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: ١٤]» (١).

٢٦ - وحدثني: عن مالك، عن زيد بن أسلم، أنه قال: عرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة بطريق مكة، ووكل بلالًا أن يوقظهم للصلاة، فرقد بلال ورقدوا، حتى استيقظوا وقد طلعت عليهم الشمس، فاستيقظ القوم وقد فزعوا، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن يركبوا، حتى يخرجوا من ذلك الوادي، وقال: «إن هذا واد به شيطان»، فركبوا حتى خرجوا من ذلك الوادي، ثم أمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن ينزلوا، وأن يتوضئوا، وأمر بلالًا: أن ينادي بالصلاة أو يقيم، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس، ثم انصرف إليهم وقد رأى من فزعهم، فقال: «يا أيها الناس، إن الله قبض أرواحنا، ولو شاء لردها إلينا في حين غير هذا، فإذا رقد أحدكم عن الصلاة - أو نسيها- ثم فزع إليها، فليصلها كما كان يصليها في وقتها»، ثم التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فقال: «إن الشيطان أتى بلالًا وهو قائم يصلي فأضجعه، فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي، حتى نام»، ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا، فأخبر


(١) وهذا من رحمة الله، وحتى يحصل للناس الطمأنينة إذا وقع لهم مثل ذلك، فمن نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها.
فإذا نام تحول عن مكانه، ثم يصليها بأذان وإقامة، وصلى سننها قبلها.

<<  <   >  >>