للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يُبْعدَنّ اللهُ لُبَّكَ إذْ غَزَا ... فسافَرَ والأَحلامُ جَمٌّ عُثوُرها

قولُه: سافَر، أي لم يكن معك، وهذا مثَلٌ ضرَبَه، مِثلُ قولك: عزَبَ عنه عَقْلُه، أي لم يكن معه.

وكنتَ إماما للعَشِيرةِ تَنْتَهِى ... إليكَ إذا ضاقتْ بأَمرٍ صُدُورُها

لَعَلَّكَ إمّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ ... سِواكَ خليلًا شاتِمِى تسْتَحِيرُها (١)

تَستَحِيُرها: تستعطِفها. يقال: حارَ، إذا رجَع، يريد تستحيرها حتّى تَرجِع إليك أمُّ عَمرٍو.

فلا تَجَزعَنْ مِن سُنّةٍ أنتَ سِرْتَها ... وأوّلُ راضِى سُنَّةٍ من يَسيرُها

فإنّ الّتي فينا زَعمتَ ومثلَها ... لَفِيكَ ولكنّي أَراكَ تَجُورُها

يقول: التي فينا زعمتَ مِن المَساءةِ.

تنقَّذْتَها منْ عَبْدِ عَمْرِو بنِ مالِكٍ (٢) ... وأنتَ صَفِيُّ النَّفْسِ منه وخِيرُها

قال: ويرُوَى: "وأنتَ صَفِيُّ نفسِه وسَجيرُها" سَجيُره صَفيُّه. وقولُه: تنقّذْتَها، أي أخذَتها؛ ويقال: خيلٌ نَقائِذ، أي أُخِذتْ من أحياءٍ شتّى.


(١) في شرح السكري واللسان: (مادة خور) "تستخيرها" بالمعجمة، وفسر بما هنا، وأصله أن يأتي الصائد ولد الظبية في كناسه فيعرك أذنه، فيخور يستعطف أمه كي يصيدها، فإذا سمعت الأم ذلك جاءت إليه فتصاد. ولم نجد في كتب اللغة أن استحار بالحاء المهملة بمعنى استعطف كما قال الشارح.
(٢) في رواية واردة في الأصل أيضا: "من عبد وهب بن جابر". وفي رواية: "ألم تتنقذها من ابن عويمر".

<<  <  ج: ص:  >  >>