للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبئس الثوابُ إذا ما استُثي ... بَ يُعلىَ به الذَّكَرُ القاضِبُ (١)

فإِنِّى (٢) كما قال مُمْلِى الكِتا ... بِ في الرَّقّ إذ خَطّه الكاتِبُ

يَرَى الشاهد الحاضُر المطمئن ... مِن الأمر ما لا يَرَى الغائبُ (٣)

[قال الأصمعى]

تحاربت بنو لحيان بنِ هذيل وبنو خُناعة بنِ سعد بنِ هُذَيل، فكانوا لا يزالون متحارِبِين، فإذا أصابت بنو خناعة مِن بنى لِحيان أحدا قَتَلوه، فإذا أصابت بنو لِحيان من بني خُناعَة أحدا باعوه، فأخذتْ بنو خُناعَة عمرا ومؤمِّلا فأسروهما وأرادوا قتلَهُما، فخرج معقِلُ بنُ خويلد بن واثلَة بن مطحل السّهمى في نفرٍ من أشرافِ قومِه فأتىَ بني خُناعة -وكان سيّدا مُطاعا- فلم يزل يكلمّهم في ذلك حتى أَطلقَوهما، وقالوا: يا بني لِحْيان: أثيبوا إخوانَكم وأَحسنوا، فإنّهم قد أطلَقوا لكم إخوانكَم، فبينما مَعقِلٌ على ذلك يلتمس لبنِي خُناعة الثوابَ إذ قيل له: إن بنى لِحْيان يريدون أن يَقْتلوك ومن معك ويَغدِروا، فقال معَقِلٌ فى (٤) ذلك:


(١) رواية السكرى "وشر الثواب" مكان "فبئس الثواب" وشرحه فقال: الهاء للثواب. والثواب: السيف. يقول: جئت بأشرافكم فكان حظى أن تقتلونى. وأورد السكرى بعد هذا البيت بيتا لم يرد في الأصل، وهو:
كما العبد يطلب فيه النجاح ... والعبد في رده راغب
قال: ردّه، أي ردّ النجاح (اهـ ملخصا).
(٢) في السكرى "وإنى".
(٣) شرح السكرى هذا البيت فقال: أراد يرى الشاهد ما لا يرى الغائب، فترجمه، يقول: صنعت شيئاً حين حضرت وغبتم ولم تعلموا، وكنت أنا أعلم بالأمر.
(٤) لم ترد هذه القصيدة في البقية، وقد أوردها السكرى مجرّدة عن القديم لها فليلاحظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>