للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: وكان بين بنى ظَفَر وبين العَجْلان بنِ خُلَيد قَسامة (١)

فلامه ناسٌ من قومِه، فقال العجلان

مَتى لامنى فيها فإِنِّى فعلتُهما ... ولَم آتِها مِن ذِى جَبانٍ ولا سِتْرِ

جمعتُ لرَهْطِ العائذِىّ سَرِيّةً ... كما جَمَعَ المعذورُ (٢) أَشفِيةَ الصدر


=تركنا ضبع سمى إذا استباءت ... كأن عجيجهن عجيج نيب
كأن القوم إذ دارت رحاهم ... هدوءا تحت أقمر ذى جنوب
هدوءا تحت أقمر مستكف ... يضيء علالة القلق الحليب
فلم تك ساعة حتى تركنا ... مباءتهم كبلقعة الغريب
فلولا أوب ساقى أم عمرو ... لصفت بحرة الأنس الحريب
تزحزحنى قوائم صائبات ... خلاف الوقع مجمرة الكعوب
كأن زواهق المعزاء خلفى ... زواهق حنظل بلوى غيوب
فلا والله لا ينجو نجائى ... غداة الجوز أصحم ذو ندوب
وهذه الأبيات جميعها مما انفرد بها كتاب البقية وحده فانظره في ص ٢٨ من النسخة المطبوعة بليدن المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم ٧٨١ أدب.
(١) في البقية عن الأصمعي قال: غزت بنو صاهلة وعليهم غافل بن صخر القرمى فأصابوا نفرا من بنى ظفر وأسروا العائذين عائذا وعويذا، فكان أحدهما في بنى قريم والآخر في بنى مخزوم، فأمرهم العجلان ابن خليد أن يقتلوهما، وكان العجلان دليلهم ليلتئذ، وكان بين قومه وبين بنى سليم قسامة، فغضب من قوله رجل من قومه، وقتلت بنو قريم أسيرهم ولم يفدوه، فقال العجلان بن خليد، ورواها الأصمعى والجمحىّ:
جمعت لرهط العائذين سرية ... كما جمع المعذور أشفية الصدر
فأوفت قريم صاعها إذ أمرتهم ... بأمرهم وضل في عائذ أمرى
فإن تشكوا لن تشكروا لي نعمة ... وإن تكفروا فلا أكلفكم شكرى
فمن لامنى فيها فإنى فعلتها ... ولم آتها من ذى جنان وذى ستر
فذل بها قوم وبيّضت أوجها ... تحوّلن من طول الكلالة والوتر
(٢) المعذور: الذي أصابه العاذور، وهو داء في الحلق معروف.

<<  <  ج: ص:  >  >>