للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَلم يَرَها الفَرْخانِ عند مَسائها ... ولَم يَهْدآ فى عُشِّها من تَجاوُبِ

عُشّها: وَكْرُها. من تَجاوُب، من صِياح.

فذلك ممّا يحدِث (١) الدهر إِنه ... له كلُّ مطلوبٍ حَثيثٍ وطالِبِ

يقول: للدّهر كلُّ مطلوب وطالب. يقول: قد ذهب بهما، يأتى عليهما الموتُ.

وقال صَخْر

وكان قَتَل جارا لبنى خُناعةَ من بنى سعد بنِ هُذَيل من بنى الرَّمْداء من مُزَيْنة فحرَّض أبو المثلَّم قومَه على صخرٍ ليَطلبوا بدمِ المُزَنىّ، فبلغ ذلك صَخْرا، فقال في ذلك (٢):

إِنِّى بدَهْماءَ عَزَّ ما أَجِدُ ... عاوَدَنى من حِبابِها زُؤُدُ

قال أبو سعيد: قولُه عَزَّ ما أجد، أي شَدّ ما أجد، يقال للرجل: تفعل ذلك فيقول: عَزَّ ما وشَدَّ ما؛ قال: وأنشد أبو عمرو بن العلاء:

أُجُدٌ (٣) إذا ضَمُرَتْ تَعزَّزَ لحُمها ... وإذا تُشدّ بنِسْعِها لا تَنْبسُ

والحِباب والحُبّ واحد، وليس بجَمْع. والزُّؤُد: الذُّعْر.


(١) فى رواية: "مما أحدث". وفى رواية "حكيم" مكان "حثيث".
(٢) كذا ورد هذا الكلام في الأصل. وفى شرح أشعار الهذليين للسكرى صفحة ١٢ طبع أوربا مقدمة لهذه القصيدة ما نصه: حدّثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أبو سعيد السكرى قال: عمد صخر إلى جار لبنى خناعة ابن سعد بن هذيل ثم لبنى الرمداء من بنى خناعة فقتله، وهو رجل من مزينة، وكان المزنى جاور آل أبى المثلم فحرض أبو المثلم قومه عليه، وأمرهم أن يطلبوا بدمه، فبلغ ذلك صخرا، فقال يذكر أبا المثلم اهـ ولا يخفى ما بين العبارتين من الاختلاف وما فى عبارة الأصل من قصور مخلّ بالمعنى.
(٣) الأجد من النياق: القوية الموثقة الخلق والبيت للمتلمّس.

<<  <  ج: ص:  >  >>