للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: كما عَجزْتم يومَ الرَّجيع. يقول: كما كنتمْ يومَ الرجيع كانَ لكُم علينا فلا تَجزَعوا أنْ يكون لنا عليكم يوم. وقولُه: "إنّ الخطوب نوائب" أي لكم وعليكم فلا تجزَعوا. والرَّجِيع: وادٍ لهذيل بين مكّة والمدينة.

كأنّ ببَطْنِ الشِّعْب غِرْبانَ غِيلةٍ ... ومِن فَوقِنا منهمْ رِجالٌ عَصائبُ

غِيلة: شجرٌ ملتَفّ. والشَّجر: الغِيل. والماء: الغَيْل. كأنّ ببَطْن الشِّعب من كثرتِها غِرْبانا قد اجتمعت. ومِن فوقِنا، أي من فوق الجبل أيضا. رجالٌ عَصائب، أي جماعات.

وكان (١) لهم فى رأسِ شِعْبٍ رقيبهم ... وهل تُوحِشَنْ مِنَ الرِّجال المرَاقِبُ

يقول: لا تَخْلو المَراقب من الرَّجال يترقّبون فيها.

[وقال يذكر الوقعة]

لمّا رأيتُ عَدِىَّ (٢) القوم يَسْلُبهمْ ... طَلْحُ (٣) الشَّواجنِ والطَّرْفاُء (٤) والسَّلَمُ (٥)


(١) رواية السكرى: "فقلت لهم" مكان "وكان لهم" وفيه أيضا "فى رأس شعف" مكان "فى رأس شعب".
(٢) فى شرح القاموس "مادة عدا": العدىّ كغنىّ جماعة القوم بلغة هذيل يعدون للقتال ونحوه. وقد شرح السكرى هذا البيت فقال: عدى القوم: حاملتهم الذين يعدون على أرجلهم. والشاجنة: مسيل الماء إلى الوادى، وهي شعاب وطرق تكون فجوة فى الجبل تتسع أحيانا وتضيق أحيانا، واحدها شعب، ويسلبهم، لأنهم هزموا فتتعلق ثيابهم بها فيتركونها. قال: لا يزال أحدهم يمرّ بالشجر فيمشقه فيأخذ ثوبه (اهـ ملخصا).
(٣) الطلح: شجرة حجازية جناتها كجناة السمرة، ولها شوك أحجن، ومنابتها بطون الأودية، وهى أعظم العضاه شوكا وأصلبها عودا وأجودها صمغا، وهو المعروف بشجر أم غيلان (اللسان).
(٤) الطرفاء: جماعة الطرفة، والطرفة شجرة معروفة، وبها سمى طرفة بن العبد الشاعر المعروف.
(٥) السلم بفتحتين: شجر من العضاه، وهو صلب العيدان طولا شبه القضبان، وليس له خشب وإن عظم، وله شوك دقاق طوال حادّ إذا أصاب رجل الإنسان، وللسلم برمة صفراء فيها حبسة خضراء طيبة الريح، وفيها شيء من مرارة، وتجد بها الظباء وجدا شديدا (اللسان).

<<  <  ج: ص:  >  >>