للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعر صخر الغيّ وأبى المثلَّم

وبلغ صخرًا (١) أنّ أبا المثلَّم يحرّض عليه، فقال صخر

ليتَ مبلِّغا يأتى بقولٍ ... لِقاءَ أبى المثلَّم لا يَريثُ

قوله: لِقاءَ أبى المثلّم، تلِقاءَه، أي قُبالتَه. لا يَريث: لا يبطئ.

فيخبِرَه بأنّ العَقْلَ عندي ... جُرازٌ لا أفَلُّ ولا أَنيثُ

قوله: بأنّ العقل عندي جُراز، أي فيخبرَه أنّ الدّية التي يَطلبُها سيفٌ: جُراز، أي قاطع. لا أفَلّ، أي ليس بمفلول. وهو "الهمار ماهن (٢) " وأراد أنّ حديده ذَكَر.

به أَقِمُ الشُّجاعَ له حُصاصٌ ... من القَطِمِين إذ فَرّ اللُّيوثُ

به، أي بهذا السيف. أقِم الشجاع: أردّه، يقال: وَقمتُه فأنا أَقمه وَقْما، وهو أسوأ الردّ. قوله: له حُصاص، أي له جدّ ونشاط في مَرّه. والقَطِمِين، كأنّهم فحولٌ قد اغتلَمَت.

سمعتُ وقد هبَطْنا مِن نُمارٍ (٣) ... دعاءَ أبى المثلَّم يستغيثُ

يُحرِّض قومَه كي يقتلونى ... على المُزَنيِّ إِذ كَثُر الوُعوثُ

الوُعوث: الخَلْط (٤). يقال: أَوعَث، إذا خَلّط وأفسد.


(١) هو صخر الغيّ المتقدم ذكره انظر صفحة ٥١ من هذا السفر.
(٢) كذا وردت هذه الكملة في الأصل بهذا الرسم ولم نهتد إلى وجه الصواب فيها. وقد راجعنا السكرى فوجدناه يقول ما نصه: "والأفل": "النرماهن" وهو الذي من حديد غير ذكر.
(٣) نمار: جبل في بلاد هذيل (ياقوت).
(٤) ورد هذا البيت في اللسان (مادة وعث) مستشهدا به على أن الوعوث هي الشدّة والشر. كما ورد فيه أيضا أن الوعث هو فساد الأمر واختلاطه ويجمع على وعوث

<<  <  ج: ص:  >  >>