للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصبَح دون غابِقِه وأمْسى ... جبالٌ من حِرارِ الشام سُودُ

وأصبح دون غابقِ ابنِه إذ هاجر.

ألا فاعلم خِراشُ بأنّ خير الـ ... ـمُهاجِرِ بعد هِجرتِه زهيدُ

يقول: إذا هاجر وذهب فإنّ خيره قليل، وهو الزهيد، أي ما أقلَّ ما يصيب من الخير إِذا هاجر.

فإِنك وابتغاءَ البِرّ بَعدِى ... كمخصْوب اللّبان ولا يصيدُ

هذا مثَلَ، يعني أنّ الكلب يلطِّخ حلقَه وصدرَه بالدم يُرِى بذلك الناسَ أنه قد صاد ولم يصِد.

* * *

وقال أبو خِراش حين نهشتْه الأَفْعَى (١)

لعَمرُكَ والمنايا غالباتٌ ... على الإنسان تَطلعُ كلَّ نَجْدِ

لقد أَهلكتِ حيّةَ بطنِ أَنْفٍ (٢) ... على الأصحاب ساقاً بعد فقدِ


(١) ذكر صاحب الأغانى ج ٢١ ص ٦٩ طبع ليدن قصة أبى خراش هذه حين نهشته الأفعى فى خبر طويل فانظره.
(٢) بطن أنف: من منازل هذيل، نزل به قوم على أبى خراش فخرج ليجيئهم بالماء فنهشته حية فمات، قاله ياقوت، وأنشد هذا البيت. وروايته: "ساقا ذات فقد" مكان "بعد فقد" وذات فقد أي إن فقدها مما يشق على الأصحاب ويعظم عليهم، وذلك لما وهبه الله من سرعة عدوه بها، ولذلك يقول فى شعر آخر:
لقد أهلكت حية بطن أنف ... على الأصحاب ساقا ذات فضل
فما تركت عدوّا بين بصرى ... إلى صنعاء يطلبه بذحل

<<  <  ج: ص:  >  >>