للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقامت يسِبْتٍ يَلْعَج الِجلْدَ مارِنٍ (١) ... وعزّ عليها هَلْكه وغُبورُها

يلعج: يحرق. مارِن: ليّن. وغُبورها: بقاؤها.

فبينا تنوح استبشَروها بحِبِّها ... صحيحا وقد فَتَّ العِظامَ فُتورُها

ويُروَى "تنوح أَبشَروها بحِبِّها".

فخرّت وألقت كلَّ نَعلٍ شَراذِمًا ... يلوح بِضاحِى الِجلْدِ منها حُدورُها

شراذِما: قِطَعا. بضاحى جلد حُدورُها، الواحد حَدْر، وهو الوَرَم، يقال حَدَر جلده: إذا نتَأَ ووَرِم.

[وقال ساعدة أيضا]

لعمركَ ما إن ذو ضِهاءٍ (٢) بهيّنٍ ... علىَّ وما أَعطيتُه سَيْبَ نائلِ

ذو ضِهاء: موضع دَفن ابنَه فيه، فيقول: ليس عليّ بهيّن. وما أعطيتُه سيْبَ نائل، يقول: إنى لم أعطه عطية من يهب وينيل.

ولو سامنِي المانِى مكانَ حياتهِ ... أناعِيمَ دَهْرٍ مِن عِبادٍ وجامِلِ (٣)


(١) وقريب من هذا قول عبد مناف بن ربع الهذلى:
إذا تأوب نوح قامتا معه ... ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا
ولعل هذا النوع من اللطم على الموتى كان من عاداتهم.
(٢) كذا ضبط هذا اللفظ في الأصل بكسر الضاد. وضبط في معجم البلدان بضم الضاد، وعرّفه فقال: إنه موضع في شعر هذيل، قال ساعدة بن جؤية يرثى ابنا له هلك بهذه الأرض، وأنشد البيت الذي نحن بصدده، ثم قال بعد أن أنشده: جعل ذا ضهاء ابنه لأنه دفن فيه.
(٣) الجامل: القطيع من الإبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>