للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابنُ عبدِ الله أخو صخر الغيّ، لَقَبُه الأعلم، يقال له: حبيب (١) الأعلم.

لمّا رأيتُ القومَ بالـ ... ـعَلْياءِ دون قِدَى المَناصِبْ

قال أبو سعيد: يقال قِدى وقيد وقاد واحد. ويقال: قِيد وقادَ رُمْح، وأنشَدَنا الأصمعىّ عن عيسى بنِ عمر:

* وصبرى إذا ما الموتُ كان قِدَى الشَّبْرِ (٢) *

والمَناصِب: بلد (٣). والمَناصِب: أنصاب الحَرَم.


(١) ورد في شرح السكرى في سبب هذه القصيدة ما نصه: "حدّثنا الحلوانىّ قال: حدّثنا أبو سعيد السكرىّ قال: قال أبو عبد الله الجمحىّ (عبد الله بن إبراهيم): أقبل الأعلم واسمه حبيب ابن عبد الله وهو أخو صخر الغى الهذلىّ ثم الخثمى وأخوه صخير، ومعه صاحب له حتى أصبحا مدّخلين بجبل يقال له: السطاع، بحيّرة، بلدة معروفة فى ذات يوم من أيام الصيف شديد الحرّ وهو متأبط قِربة لهم فيها ماء، فأيبستهما السموم حتى لم يكادا يصبران من العطش، فقال الأعلم لصاحبه: اشرب من القربة لعلى أرد الماء فأشرب منه وانظرنى مكانك. وقال أبو عبد الله: فأيبستهما الشمس والسموم، فقال لصاحبه: مكانك لعلى أرد الماء فأشرب منه وبنو عبد بن عدى بن الديل من كنانة على ذلك الماء، وهو ماء الأطواء، فهم فى ظل مستأخرون عن الماء قدر خذفة (أي رمية بحصاة) فأقبل يمشى متنقبا ووضع سيفه وقوسه ونبله دون صاحبه، فلما برز للقوم مشى رويدا مشتملا، فقال بعض القوم من ترون الرجل؟ فقالوا: نراه. أحد بنى مدلج بن ضمرة. ثم قالوا لفتى من القوم: الق الفتى فاعرفه, ثم قال بعضهم: إن الرجل آتيكم إذا شرب فدعوه، فأقبل يمشى حتى رمى برأسه في الحوض، وأدبر عنهم بوجهه، فلما روى أفرغ على رأسه الماء ثم أعاد نقابه، ثم رجع طريقه رويدا، وصرخ القوم بعبد على الماء فقالوا: هل عرفت الرجل الذي صدر؟ قال: لا، قالوا: فهل رأيت وجهه؟ قال: نعم، وهو مشقوق الشفة على حين أن كان بينه وبين القوم رمية سهم قاصدة، فقالوا: ذاك الأعلم، فعدوا في أثره وفيهم رجل يقال له جذيمة، ليس في القوم مثله عدوا، فأغروه به، فطردوه فأعجزهم، ومرّ على سيفه وقوسه ونبله، فأخذه ثم مرّ بصاحبه فصاح به فضبر معه، (أي عدا معه) فأعجزهم، فقال الأعلم فى تلك العدوة: لما رأيت الخ.
(٢) كذا ورد هذا الشطر في السان (مادة قدى) وصدر البيت.
ولكن إقدامى إذا الخيل أجحمت ... وصبرى. . . . . . . . الخ
والذي في الأصل: "وضرب إذا ما الموت كان قدى الستر"؛ وفيه تصحيف في كلمتين.
(٣) في شرح السكرى أن المناصب أيضا الأغراض والمرامى. والمعنى عليه أظهر من تفسيره بأنه بلد فيما نرى. كما رواء أيضا المناصب (بضم الميم) وفسره بأنه الرامى يرميك وترميه.

<<  <  ج: ص:  >  >>