للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال يرثيه أيضاً

وما إنْ صوتُ نائحةٍ بِلَيلٍ (١) ... بسَبْلَلَ لا تَنامُ مع الهُجودِ

نائحة، يعني حمامةً تنوح. وسَبْلَل: موضع. لا تنام مع الهُجود: لا تنام مع النِّيام.

تَجَهْنا غادِيَين فساءلتْنِى ... بواحدها وأَسأَل عن تَلِيدى

قوله: تَجَهْنا، أي تَواجَهْنا وتَقابَلْنا. غادِييْن: غدوتُ وغدتْ هي فسألتني عن فَرْخها، وسألتُها أنا. عن تَليد ابني هذا، كقوله:

دَع المغمَّر (٢) لا تَسألْ بمَصرَعِه ... واسأل بمَصْقَلةَ البَكْرىِّ ما فَعلا

وهذا كقول الآخرَ:

سألْتنى بأناسٍ هَلَكوا ... شَربَ الدهرُ عليهمْ وأَكَلْ

فقلتُ لها فأمّا ساقُ حُرٍّ ... فبانَ مع الأوائل من ثمَود

قال: ظَنَّ أنّ ساق حُرّ ولدُها فجعَله اسما له. وقوله: فقلتُ لها وقالت لي إنّما هذا مَثَل، كأنّى قلت لها وهى تنوح على فرخها حين قالت لى: ما فَعَل فرخى؟ فقلتُ: لا تَرَيْنَه. فقالت: فأنت لا ترى تَليدًا أبدا آخرَ العمر.

وقالت لن ترى أبدا تَلِيدًا ... بعَينِك آخِرَ العمرِ الجديد

العمر الجديد، يعني أن كلّ يوم جاء فهو جديد.

كِلانا رَدَّ صاحَبه بيأسٍ ... وتأنِيبٍ ووِجدان بعيدِ


(١) في رواية "نائحة شجىّ".
(٢) في الأصل: المعمّم؛ وهو تحريف. والبيت للأخطل من قصيدة يمدح بها مصقلة بن هبيرة الشيباني. والمغمّر، هو القعقاع الهذلى (انظر ديوان الأخطل)

<<  <  ج: ص:  >  >>