للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعر عبد منافِ بنِ رِبع

وقال عبد منافِ بن رِبْعٍ الجُرَبىٌّ يذكر يومَ أَنفِ (١) عاذ

ماذا يَغِير ابنتيْ رِبع عَوِيلهُما ... لا وترقُدان ولا بُوسَى لمن رَقَدا

قال أبو سعيد: يقال فلان يَغير أهلَه ويَمير أهلَه، والمَصَدر الغَيْر والمَيْر.

يقول: فماذا يردّ عليهما. ويَغِير يجيئهما بشئ، أي بخيرٍ يُكسِبُهما أنْ يُعْوِلا. ويقول: من رقد فليس عليه بؤس، إنما البؤس على من حَزِن لسهر أو مرض. والبُؤس: الضِّيق. وعَويلُهما، من العَوْلة أي بكاؤهما؛ يقال: يُعول عل الميّتْ أي يبكى عليه ويقال: فلان يَغير أهلَه أي يَكسِب لهم. قال أبو سعيد: وقيل لحسّان بن ثابت الأنصارىّ - رضي الله عنه - أيُّ الناس أشعَر؟ فقال: رجل بأذُنِه، أم قَبيلُ بأسِره (٢)،؟ قال: هُذَيْل فيهم نيّف وثلاثون شاعرا أو نحو ذلك، وبنو سنان مِثلُهم مرّتين ليس فيهم شاعر واحد.

كلتاهما أبطِنتْ أحشاؤها قَصَبًا ... مِن بطنِ حَلْيةَ لا رَطْبا ولا نَقِدا


(١) قال ياقوت: أنف بلد في شعر هذيل، ثم ذكر البيتين الثالث والسابع من هذه القصيدة، وروى الشطر الأول من البيت السابع بغير ما هنا وقال: كانوا غزوا ومعهم حمار فسماه جيش الحمار. قال: وفي أخبار هذيل: خرج المعترض بن حنواء الظفرى ثم السلمى لغزو بني هذيل فوجد بني قرد (من هذيل) بأنف، وهما داران إحداهما فوق الأخرى بينهما قريب من ميل، وسماه عبد مناف بن ربع الهذلى أنف عاذ وقد ورد خبر هذا اليوم مستوفى في خزانة الأدب ج ٣ ص ١٧٤ فانظره ثم. كما ورد فيها أيضا شرح لهذه القصيدة.
(٢) كذا وردت هذه العبارة في الأصل. وقد ورد فيه أمامها ما نصه: قف على قول حسان هذا: على أنه يلاحظ أنه لا مناسبة بين هذا الكلام وشرح البيت الذي نحن بصدده.

<<  <  ج: ص:  >  >>