للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال قيُس بن عَيْزارة حين أسرْته فَهْمٌ وأخَذَ سِلاحَه تأَبّطَ شَرّا واسمهُ ثابت (١):

لَعَمْرُكَ أَنسَى رَوْعتِى يوم أَقْتُدٍ ... وهل تَترُكَنْ نفسَ الأَسيرِ الرَّوائعُ (٢)

غَداةَ تناجَوا ثم قاموا فأَجمَعوا ... بقَتْلِىَ سُلْكَى ليس فيها (٣) تَنازُعُ

يقول: تناجَوا فيما بينهم أي وَسْوَسوا، ثم استمرّ أمرهم على قَتْلى. وقوله: سُلْكَى، أي أَجمَعوا على أمرٍ ليس فيه اختلاف.

وقالوا عَدُوٌّ مُسرِفٌ في دِمائكْم ... وَهاجٍ لأعراضِ العَشيرةِ قاطِعُ (٤)

فسكّنتهمْ بالقَول حتّى كأنّهمْ ... بَواقِرُ جُلْحٌ أَسكَنْتها المَراتِعُ (٥)

جُلْح: بقرٌ لا قُرونَ لها. والمَراتع: مواضع تَرتَع.


(١) قدّم السكرى لهذه القصيدة بما نصه: حدّثنا الحلوانى قال: حدّثنا أبو سعيد قال: قال قيس ابن العيزارة، وهي أمه، وبها يعرف، وهو قيس بن خويلد أخو بنى صاهلة حين أسرته فهم، فأفلت منهم وأخذ سلاحه ثابت بن جابر بن سفيان، وهو تأبط شرا، "لعمرك" الخ البيت.
(٢) شرح السكرى هذا البيت فقال: أنسى، يريد لا أنسى، وأقتد: ماء؛ ويقال: موضع. والروائع، الواحدة رائعة. يقول: لا تدع نفس الأسير أن تصيبه رائعة، أي ما يروعه.
(٣) في رواية: "ليس فيه" أي ليس فيه تنازع، وقد اجتمعوا عليه سلكى، أي على استقامة؛ ويقال: أمر بنى فلان سلكى إذا تتابعوا عليه. كما يقال أمرهم مخلوجة إذا تخالجوه واختلفوا فيه. وتنادرا: وسوسوا بينهم، ثم استمرّ أمرهم على قتلى (السكرى ملخصا).
(٤) قاطع: أي قاطع للرحم، يقول: فاقتلوه لأنه قاطع للرحم مسرف في دمائكم وهجائكم (السكرى).
(٥) بواقر: جمع باقر، أي كأنهم بقر لا قرون لها سكنت وطابت نفسها في المراتع. وهكذا هم سكنوا بعد ما أرادوا قتلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>