للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال رجل من بن ظَفَر يَرثيِ من أصابت بنو صاهِلَة مِن قومِه (١):

ألا يا عَيْن بَكِّى واستجِمِّى ... شُئُونَ الرأسِ رَجْلَ بنى حَبِيبِ

مَطاعيمٌ إذا قَحَطَتْ جُمادَى ... ومَسَّاحوا المَغايِظ بالجُنوبِ (٢)

يقال مسح غَيظَه بجَنْبه إذا احتمَلهَ.

قال: وخرجتْ بنو صاهلَة من اللَّيل فَأدْرَكَهم الطَّلب وفيهم رجلٌ من بَن ظَفَر يقال له كُليَب (٣)، فقال كليُبَ:

أنا كُلَيْبٌ ومَعِى مِجَنِّى ... بازِلُ عامَين حدِيثُ (٤) سِنِّ

أَضرِبُ رأْسَ البَطَل المِعَنِّ (٥) ... حتى يُمِيطَ في الخَلَاءَ عنّى (٦)

المِعَنّ: الذى يَدخل فيما لا يَعنيه.


(١) هذان البيتان لم يردا في شرح السكرى، وقد وردا في كتاب بقية أشعار الهذليين طبع أوربا صفحة ٢٨ في النسخة المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (١٧٨١) أدب، وقد قدّم لهما في هذه النسخة بما نصه: "قالت راثية بنى حبيب ترثى من قتل من قومها. وقال أبو عمرو: بل هي لرجل من بنى ظفر لم يسمه. "ألا يا عين" الخ.
(٢) في كتب اللغة أنه يقال: مسحت غيظ فلان بجنبي أي لاطفته.
(٣) قال في البقية: هو كليب بن عهمة من بنى ظفر بن الحارث بن بهثة سيد بنى سليم.
(٤) في البقية "خدين السنّ".
(٥) في البقية "المعتن".
(٦) أورد في البقية بعد هذين البيتين ما نصه: فقعد له (أي لهذا الراجز) رجل فرماه بالسهم فقتله ورجع من كان معه من بنى سليم، فقال في ذلك شاعر بنى صاهلة عبد بن حبيب أخو بنى قريم ابن صاهلة، قال الأصمعى: فرماه عبد بن حبيب، وقال في ذلك:
ألا أبلغ يمانينا بأنا ... قتلنا أمس رجل بنى حبيب
قتلناهم بقتلى أهل عاص ... وقتلى منهم مرد وشيب
فأنتجنا الكلاب فوركتنا ... خلال الدار دامية العجوب

<<  <  ج: ص:  >  >>