للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إنّ خالدَ بنَ زهير اشتكَى فَلم يَعُدْه أبو ذؤَيب، فقال أبو ذؤيب في ذلك:

ألا ليَتَ شِعْري هل تنظَّرَ خالدٌ ... عيادِى على الهِجران أم هو يائسُ؟

قوله: عيادى، مُراجَعتى. وخالد: ابنُ أخته.

فلو أنّني كنتُ السَّليمَ لَعُدْتَني ... سريعًا ولَم تَحْبِسْكَ عَنِّي الكوادِسُ

السَّلِيم: اللَّسِيع. والكَوادِس: العَواطِس (١). يقول: لَا تَتَشَاءمُ ولا تَتَطيَّرُ.

وقال الراجز: "قَطَعْتُها ولا أَهابُ العُطَّسا (٢) ".

وقد أَكْثَرَ الواشُون بَيْني وبَينَه ... كما لم يَغِبْ عن غَيِّ ذُبْيانَ داحِسُ

قال أبو إسحاق: ويقال: ذُبْيان، وذَبْيان؛ وسُفْيان، وسَفْيان؛ بالضم والفَتح (٣).

فإِنِّي على ما كنتَ تعْهَد بينَنا ... وَليدَيْن حتى أنت أَشَمطُ عانِسُ

يقال: رجُلٌ عانِسٌ وامرأةٌ عانِس، إذا بلَغ سنًّا ولَم يتزوّج. يقول: فأنا على الّذي كنتَ تعْهد بيني وبينك من الوِداد ونحن غلامان حتّى أنت أَشْمط.


(١) فسر الكوادس هنا بالعواطس، لأن العرب كانت تتطير من العطامن. وفسر في اللسان الكوادس بأنها ما يتطير منه.
(٢) الرجز لرؤبة، كما في (بلوغ الأرب) في الكلام على مذهب العرب في العطاس.
(٣) الذي في كتب اللغة: بالضم والكسر في ذبيان، وبالتثليث في سفيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>