للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لشِانئه طُولُ الضَّراعةِ منهمُ ... وداءٌ قد اعيا بالأطِبّاءِ ناجِسُ

لشِانئِه، أي لمبُغِضِه، كما قال الآخر (١):

* لشِانئكَ الضَّراعةُ والكلُولُ *

والشانيء: المبغِض، تقول: شَنِئه يَشْنَؤُه شَنْئًا وشَناءةً. وقولُه: ناجس: لا يكاد يُبرَأ [منه]؛ ومثلُه قولُ ساعدة:

* والشَّيبُ داءٌ نجيسٌ لا شِفاءَ (٢) له *

وناجِسٌ ونَجِيسٌ واحد. والضَّراعة: التّصاغُر (٣).

وقال مَعْقِل بنُ خُوَيلد لخالد بن زُهَير بنِ محرّث

أتاني ولمْ أشْعرْ به أنّ خالدًا ... يُعَطِّفُ أبكارًا على أمّهاتِها (٤)

يعطِّفُ طُولاها سنامًا وحارِكًا (٥) ... ومِثلُكِ أغْنَتْ (٦) طِلْبَها عن بنَاتها

فلَم أرَ بِسْطًا مِثلَها وخَلِيّةً ... بهَاءً إذا دفَّعتَ في ثَفِناتِها (٧)

البِسْط: الناقةُ الَّتي تُخلَّى وولدَها لا تُعطَّف على غيرِه. والخَليّة: الَّتي تُعَطَّف على ولدٍ واحد وأخرى فتَدِرّان عليه جميعًا، فيتَخلَّى أهلُ البيت بواحدة، ويَرضَع الذي عُطِّفَتَا عليه الأخرى.


(١) هو ساعدة بن جؤية، وصدر البيت: "ألا قالت أمامة إذ رأتني".
(٢) تتمة البيت: "للمرء كان صحيحا صائب القحم".
(٣) كذا في الأصل. والمقام يقتضي أن يكون "الصغار".
(٤) في بعض شروح هذا الديوان ما نصه: "الناقة لا تعطف على ولدها، وإنما تعطف على ولد غيرها"؛ وإنما كان اتهمه بأنه صادق امرأة وابنتها.
(٥) الحارك: أعلى الكاهل.
(٦) كذا في السكري. والذي في الأصل: "أعيت"؛ وهو تحريف.
(٧) ثفنات البعير: مباركه وكركرته.

<<  <  ج: ص:  >  >>