للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو جُنْدَب أيضا

لقد عَلمتْ هُذَيلٌ أنّ جارِى ... لَدَى أطرافِ غَيْنَا مِن ثَبيرِ (١)

أَحُصُّ فلا أُجيرُ ومن أُجِرْه ... فليس كَمن تَدلَّى (٢) بالغُرور

لكم جِيرانُكمْ ومَنعْتُ جارِى ... سَواءً ليس بالقَسْم الأَثيرِ (٣)

وقال أبو جُنْدَب أيضاً

ألا أبلِغَا سعدَ بنَ لَيثٍ وجُنْدُعًا ... وكَلْبًا (٤) أثيبوا المَنَّ غيرَ الكدَّرِ

سعد وجُنْدُع: من كنانة، أثيبوا: كانت لهم يدٌ عندهم.


(١) ورد في الأصل أمام هذا البيت ما نصه: قلت قال الصاغاني في التكملة: وغينا ثبير شجراء في رأسه وكل غيناء فهي خضراء, والصواب بالإعجام. وغيناء: قلة جبل ثبير كهيئة القبة، هذا كلامه بعينه في فصلي العين والغين. وشرح السكرى هذا البيت فقال: رواه الأصمعي: "على أعلى الشواهق من ثبير" وقال: غينا ثبير: قاف وأعلاه. ونقل عن الباهلي أنه يقول غينا ثبير: قلة ثبير التى في أعلاه تسمى غيناء، وهو حجر كأنه قنة، وهو ثبير غينا، وثبير الأعرج، وثبير الأحدث. قال: أظنه الأحدب، وثبير آخر، فهنّ أربعة أثبرة. يقول: فهو في منعة وعز، فكأنه في جبل لا يقدر عليه. ويقول أبو عمرو: هو في الحرم.
(٢) ورد في الأصل أمام هذا البيت ما نصه: "قلت قال الصاغاني في التكملة والذيل والصلة: وفلان يحص إذا كان لا يجير أحدا. قال أبو جندب الهذلي: "أحص فلا أجير" الخ، وأما قول أبي طالب: "بميزان صدق لا يحص شعيرة" الخ فمعناه لا ينقص. انتهى منه بحروفه. أحص: "أمنع الجوار فلا أجير، ومن أجره فليس هو في غررور". وفي السكرى "يدلي" بضم الياء جهول، وشرح البيت فقال: أحص: أمتنع وآبي ذلك. وأحص: أقطع ذاك. قال: أحص أمنع الجوار ولا أجير، ومن أجرته فليس بمغرور، أي لا أجير إلا من أمنع، ومنه يقال: رحم حصاء أي قطعاء لا توصل. وسنة حصاء: شديدة يتخاذل فيها. ويقول الباهلي: كان الرجل إذا لم يجر قيل: فلان يحصّ.
(٣) قال السكرى في شرح هذا البيت: سواء، أي حقا لم أستأثر عليكم، فلكم جيرانكم ومنعت أنا جاري.
(٤) كلب: حي من كنانة، وهؤلاء كلهم من كنانة. وأثيبوا من الثواب فإن لكم لم أكدره، وذلك أنه كانت له يد عندهم، أي، اشكروا على ذلك. والثواب: الشكر بلغة هذيل

<<  <  ج: ص:  >  >>