للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُخرِج الكاعِبَ الحَسْناءَ مُذْعِنةً ... في السَّبْيِ يَنفَحُ من أَرْدانِها الطِّيبُ (١)

فلم يَرَوْا مِثلَ عَمْرٍو ما خَطَتْ قَدَمٌ ... ولَن يَرَوْا مثلهَ ما حَنَّت النِّيبُ

فاجزُوا تأبَّطَ شَرًّا لا أَبَالكمُ ... صاعاً بصاعٍ فإِنّ الذُّلّ مَعْتُوبُ

[وقالت ترثيه أيضا]

يا ليتَ عَمْرًا وما لَيْتٌ بنَافِعةٍ ... لم يَغْزُ فَهْمًا ولَمْ يهبِط (٢) بِواديها

شَبَّتْ هُذَيْلٌ وفَهْمٌ بينَنَا إِرَةً ... ما إنْ تَبُوخُ وما يَرتَدُّ صاليِها (٣)

وليلةٍ يَصْطلِى بالفَرْثِ جازرُها ... يختَصُّ بالنَّقَرَى المُثرينَ دَاعِها (٤)

لا يَنْبَحُ الكَلْبُ فيها غيرَ واحدةٍ ... مِن العِشاء ولا تَسْرِى أَفاعِيهْا (٥)

أطعَمْتَ فيها على جُوعٍ ومَسْغبةٍ ... شَحْمَ العِشار إذا ما قامَ باغِيها (٦)

تم ديوان الهذليين بحمد الله وتوفيقه الجميل


(١) شرح السكرى هذا البيت فقال: أردانها: أكمامها. ومذعنة: مطيعة. والكاعب: التي قد كعب ثدياها.
(٢) ويروى: "ولم يحلل.
(٣) شرح السكرى هذا البيت فقال: شبت: أوقدت. والإرة: موقد النار، تريد نارا. وأراد بالإرة الحرب. وأصل الإرة حفرة يوقد منها. ما تبوخ: ما تسكن. وما يرتد صاليها أي ما ينزع عنها.
(٤) شرح السكرى هذا البيت فقال: من شدّة البرد يصطلى بالفرث أي يدخل يديه ورجليه فى الكرش. والنقرى: أن يدعو واحدا واحدا، أي يدعو الرجل من ها هنا والرجل من هاهنا يخص ولا يعم. وعنى بالمثرين: أهل الثروة والغنى. والجفلى، هي أن يعمّ في دعائه، كقول طرفة:
نحن في المشناة ندعو الجفلى ... لا ترى الآدِبَ فينا ينتقر
بصف شدّة الزمان.
(٥) يعنى أن الكلب لا يستطع أن ينبح من شدّة البرد. ولا تسرى: لا تجيء: ليلا. والسرى: السير بالليل.
(٦) المسغبة: الجوع. وإذا اختلف اللفظان جيء بهما جميعا، ومثله: "وهند أتى من دونها النأى والبعد" وباغيها، أي الذي يبغى القرى. ويروى: "يا عمرو يوما إذا قام ناغيها".

<<  <  ج: ص:  >  >>