للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو خراش أيضًا

يذكر فرّة فرّها من فائد وأصحابِه الخُزاعيِّين، وكان مِن حديث أبي خِراش أنه خرج بزوجة (١) أبيه مُرّة "وكان مُرّة خلَف بعد لُبْنَى أمِّ أبى خراش وإخوته السبعة عليها" (٢)، وأنّ أبا خراش أَتى بها مكّة وأمرها أن تقضِى ما أرادت من نُسُكٍ أو غيرِه، وقعد لها بالأخشَب (٣)، وقال لها: احذرِى أن يعرِفك أحد، فإنّ بهذا البلد قوما قد وترتهم من بنى كعب بنِ خزاعة، فلقِيها فائد فعرفها، وقال لها: كم معكِ من بنِيكِ؟ فإنّى رجل من عشيرتِكِ أحدِ بنى سَهْم، فإنّ بهذه القرية قوما قد وتَرَهُم أبو خِراش، فاقعدى وأخبِرينى بحوائجكِ، فأقعدها واشترى لها حوائجها، وقال لها: أيُّ بنيكِ معك؟ قالت: أبو خِراش. قال: فامضى ولا تخبِرى أحدا سواى خبرى. قال: وتقدّم فائد لأبي خِراش حتى قعد له بالطريق، ورجعت المرأةُ إلى أبى خِراش، فقال لها: مَن لقِيَكِ؟ ومن رأيتِ؟ قالت: رأيت رجلاً من بنى سَهْم، وكان أحرصَ على أن أخفِىَ أمرى منك، فنعته لها أبو خِراش، فقالت:


(١) فى الأغانى ج ٢١ ص ٥٥ طبع بولاق أن التي كانت مع أبى خراش هي زوجته أم خراش.
(٢) كذا وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين فى كلتا النسخين؛ والمعنى أن مرة كان قد تزوّج هذه الزوجة بعد لبنى أم أبي خراش. والذي فى الأغانى ج ٢١ ص ٦١ أن إخوة أبى خراش، كانوا عشرة وهم: أبو خراش وأبو جندب وعروة والأبح والأسود وأبو الأسود وعمرو وزهير وجناد وسفيان، وكانوا جميعاً شعراء دهاة سراعا لا يدركون عدوا ... الخ.
(٣) الأخشب: واحد الأخشبين، وهما جبلان يضافان تارة إلى مكّة وتارة إلى منى؛ أحدهما أبو قبيس، والآخر قعيقعان. وقال ابن وهب: الأخشبان الجبلان اللذان تحت العقبة بمنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>