للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعر صَخْر الغَيّ

وقال صَخْر الغَىّ بن عبد الله يَرثى أخاه أبا عمرو بن عبد الله، نهشتْه حيّة فمات (١):

لعَمرُ أبي عَمرٍو لقد سافَه المَنا ... إلى جَدَثٍ يُوزَى له بالأَهاضِبِ

قال أبو سعيد: المَنا: المقدار، يقال: مَناك الله بأفعىَ يمَنِيها لكَ مَنْيا أي قدّرها لك.

يُوزَى له، يُشخَص له ويُرفع (٢) له في موضع مرتفِع. والأَهاضب: جمع هَضِيب (٣).

والهضَبات: جمعُ هَضْبة، وهي رءوس الجبال، وإنما يتعجب من صنعتِه. يقول: لم يَنزِل به إلى الأرض.

لِحَيّةِ جُحْرٍ (٤) في وِجارٍ مقيمةٍ ... تَنمَّى بها سَوق المَنَا والجَوالب

"يريد وسَوْقَ المَنَا والجَوالب" (٥)، والمَنَا: القَدَر. وكلّ جُجْر يسكن فيه حَنَش من أحناش الأرض فهو وجار. يقول: ساقه إلى هذه الحيّة فَتَنمَّى بتلك الحيّة إليه.


(١) ورد في أوّل هذا الشعر من شرح أشعار الهذليين للسكرى ص ٦ طبع أوربا ما نصه: قال صخر الغي بن عبد الله الخثمى أحد بنى عمرو بن الحارث يرثى أخاه أبا عمرو ونهشته حيَّة فمات، وقد رويت لأبي ذؤيب. ويقال: إنها لأخي صخر الغي يرثى بها أخاه صخرا، ومن يرو يها لأخى صخر الغى أكثر اهـ.
(٢) عبارة السكرى: يستوى له ويصلح.
(٣) كذا في الأصل. والذى في اللسان (مادة هضب) أن أهاضيب جمع أهضوبة. قال: وهي مثل الهضب بفتح الهاء وسكون الضاد جمع هضبة.
وذكر السكرى في تفسير هذه الكلمة ما نصه: وقوله بالأهاضب يقال للجبل المفترش بالأرض ليس بالطويل هضبة. وهضبات وهضاب وأهاضب وأهاضيب للجمع اهـ.
(٤) في رواية "لحبة قفر".
(٥) كذا وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين في الأصل. ولعل الصواب فيها يريد وسق الجوالب بإسقاط كلمة "المنا" أي سوق المنا وسوق الجوالب.

<<  <  ج: ص:  >  >>