للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُخاصِم قوما لا تَلقَّى جوابَهمْ ... وقد أَخذتْ من أنفِ لِحيتِك اليدُ (١)

يقول: كنتَ غلاما حَدَثا لا تُعاتَب، واليومَ قد أخذتَ بلحيتك. ويقول: أنت صبىّ فلستَ مّمن يلقى الجواب. وأنف كلّ شيء أوّلُه.

* * *

وقال أبو خِراش يحرّض على بنى بكر

أَبلغْ عليًّا (٢) أطال اللهُ ذُلَّهمُ ... أنّ البُكَيرَ (٣) الّذى أَسعَوْا به هَمَلُ (٤)

قوله. أَسَعوْا به، يقال: سعيتُ وأَسعيتُ.


(١) ورد هذا البيت في اللسان (مادة أنف) ونسبه ابن سيدة لأبى خراش، قال: واستعمله (أي الأنف) أبو خراش في اللحية، وأنشدِ هذا البيت، ثم قال: سمى مقدّمها أنفا، يقول: فطالت لحيتك حتى قبضت عليها ولا عقل لك. وكذلك في تاج العروس (مادة أنف) وقال السكرى في شرحه لهذا البيت ما نصه: لا تلقى جوابهم، لا تقوم لجوابهم ولا يحضرك، وقد طالت لحيتك حتى قبضت على أنفها أي طرفها وأنت لا عقل لك؛ وهو قول ابن حبيب أيضا. قال: يقول: كنت غلاما حدثا لا تعاتب، فاليوم قد أخذت بلحيتك، أي صرت رجلا ولست تقدر على الجواب ... ... قال الباهلى: عملت عملا ندمت عليه، ومن عمل النادم العبث باللحية.
(٢) يريد على بن بكر بن وائل. وروى "أشعوا" بالشين المعجمة. وأشعى به: اهتم. كما روى "أشغوا به" بالشين والغين المعجمتين، من قولهم: أشغى فلان رأيه إذا فرّقه. وبكير: اسم رجل قتلوه. وهمل: غير صحيح. انظر اللسان (مادة سعا وشعا وشغا) فقد روى هذا البيت في هذه المواد الثلاث.
(٣) بكير: اسم رجل قتلوه. كما في اللسان (مادة شغا).
(٤) فسر في اللسان (مادة شغا) قوله في البيت "همل" فقال: غير صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>