للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أسامة بن الحارث (١)

ما أنا والسَّيْرَ في مَتْلَفٍ ... يعبِّر بالذَّكَر الضّابِط

يعبِّر بالذَّكَر أي يحمله على (٢) ما يَكره، والضابط: يعني البعيرَ العظيم (٣). يقول: ما أنا وذا، أي لستُ أبالي السيرَ في مهلَكة.

وبالبُزْل (٤) قد دَمَّها نَيُّها ... وذاتِ المُدارأة العائطِ

قد دمَّها نَيُّها، أي طلاها شحمُها. وذات المُداراة: يعني الناقةَ التي بها اعتراض وشدّةُ نَفس. والعائط: التي قد اعتاط رَحِمُها فلم تَحمِل، وهو أقوى لها.

وما يتوقَّين مِن حرَّةٍ ... وما يتجاوزن مِن غائطِ

حرّة: حجارة غليظة. غائطِ: مطمئنٌّ من الأرض.

وِمن أَيْنِها بعد إبدانِها ... ومن شَحْمِ أَثباجِها الهابطِ

الأَيْن: الإعياء. وإبدانها، يقول: أبدنها الربيعُ والعُشْب. والأَثباج: الأوساط. هابِط: كان في الأسنِمة فهبط.

تَصيحُ جَنادِبُه رُكَّدًا ... صِياحَ المَساميرِ في الواسِطِ


(١) أسامة بن الحارث الهذلي لم نقف على ترجمة وافية له فيما لدينا من المظانّ، وقد أورد عنه ابن قتيبة في الشعر والشعراء ص ٤١٩ ما نصه: مالك بن الحارث الهذلي وأخوه أسامة. ومالك الذي يقول:
فلست بمقصر ما ساف مالي ... ولو عرضت للبتي الرماح
(٢) في كتب اللغة أنه يقال: عبر به الأمر إذا اشتدّ عليه.
(٣) الذي في كتب اللغة أن الضابط هو القوي على عمله والشديد.
(٤) وبالبزل، أي ويعبر هذا المتلف بالبزل، أي يشق عليها ويشتد.

<<  <  ج: ص:  >  >>