للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدت يوم رُحْنا عَوْهَجُ (١) لا شَحاصَةُ ... نَوارٌ (٢) ولا رَيّا الغزال لِحَيبُ (٣)

يقول: منَحتَنى شَحْصا ليس لها لبن ومنحتُك أنا مالئةً لِحلابك. وإنما ضرب هذا مَثَلا، يقول: منحَتنى شحصاء. وإنما يريد ثنائى ومدائحى. والحِلاب: ما يُحلب فيه، والمعنى منحتُك اللَّبون، ومنحتَنى أنت الشَّحَص.

وحبوتُك النُّصْحَ الذي لا يُشَترى ... بالمال فانظر بعدُ ما تَحْبونى

وتأمّل السِّبتَ الذي أحذوكُم ... فانظر بِمثلِ إمامِه (٤) فاحذونِى

يقول: مِثلَ ما صنعتُ بك فاحذونى، وليس ها هنا نعل، إنما هذا مثَلَ، يريد ما أحذوكم من الثناء فافعلوا بى مِثله. والسِّبْت: النعل المدبوغة، بالقَرَظ. يقول: اُحذُنى مِثلَها.

[فأجابه أبو العيال]

أقسمتَ لا تَنسَى شَبابَ (٥) قصيدةٍ ... أبدا فما هَذا الّذى يُنْسينى

قال أبو سعيد: يقول: إنك تبدأ شَبابَ شِعْر، فما هذا الذى ينسينى وقد أقسمتَ لا تَنسى.


(١) العوهج من النوق: الطويلة العنق.
(٢) في الأصل "ثوار" بالثاء؛ وهو تصحيف. والنوار: النافرة. ويجمع على "نور" بضم النون، وهي النوافر من الظباء والوحش وغيرها، وتقول: نسوة نور أي نفر من الريبة.
(٣) اللحيب من الإبل: الفليلة لحم الظهر.
(٤) إمامه: مثاله. (السكرى).
(٥) في رواية "مقال" (السكرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>