للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضا (١)

يا دارُ أَعرِفُها وَحْشا منَازِلهاُ ... بين القَوائم مِن رَهْطٍ فأَلْبانِ


(١) لم ترد هذه القصيدة في شرح السكرى، ولكنها وردت في كتاب البقية، وقد قدم لها بمقدمة طويلة نثبتها هنا لما فيها من أماكن وأعلام يوضحان شرحها، وهذه هي المقدمة بنصها (يوم الأحث) حدثنا أبو سعيد "قال: قال عبد الله بن إبراهيم الجمحىَّ: كان من شأن بني لحيان من هذيل أنها كانت؛ شوكة من هذيل ومنعة وبغيا، وكانوا أهل الهزوم وزحمة وألبان وعرق، وكانت لهم مياه كساب، ثم إنه كان لهم جار، فقدم له أن يأخذ رجل من بنى خزيمة بن صاهلة بن كاهل، فباعه، فغضبت في ذلك بنو لحيان وكانوا بضجن القصائرة، وأما بنو كاهل فبين ظر إلى رأس دفاق، وأما بنو عمرو بن الحارث فأهل نعمان، فقال أبو قلابة سيد بن لحيان: انطلقوا لنكلم بني عمنا فى جارنا الذي أخذوا، ونحن لعمر الله نخشى جهلهم، ولكن أظعنوا بالبيوت، وليذهب القوم فليسألوا فى جارهم الرضا، فإن أرضوا فالحال هين، وإن طارت بيننا حرب وجهنا الطعن إلى كساب وذى مراخ نحو الحرم، فخرجوا حتى قدموا لبنى خزيمة وسيدهم وبرة بن ربيعة، فنادوهم من بعيد ولم يقدموا لهم، وقالوا: يا بنى خزيمة، ردوا علينا جارنا، قالوا: لا نفعل ولا نعمة العين، ففزعت لذلك بنو لحيان وتواعدوهم، ورمى غلام من بنى خزيمة نحو بنى لحيان، قال رجل من بنى لحيان أرونى سيد القوم، فأشاروا إلى وبرة بن ربيعة أحد بنى عاترة، فنزع له اللحيانى بسهم فعقى به نحو وبرة فلم يخطئ قلب وبرة، فقتله، وتصارخ الناس عمرو وكاهل من كل أوب، فأدركوهم بصعيد الأحث، فاتبعوهم يقتلونهم، وقد جعلت بنى لحيان حامية لهم دون الظعن، فغضبت بنو لحيان وقالوا: اطلبوا خفركم: فقال أبو قلابة، لا يدلكم ببنى الحارث بن تميم، ولكن مروا الظعن تظعن، ثم اغدوا على القوم فاطلبوا خفركم، فإن رد عليكم فالخطب أيسر والحال هين، وإن كان بينكم قتال كنتم قد وجهتم ظعنكم موجها، فأبى القوم كلهم عليه، فخرجوا ومعهم أبو قلابة حتى قدموا لبنى عاترة وأدرك رجل من القوم من حلفاء بنى كاهل يقال له عمار أحد بني رايش، فأدرك أبا قلابة اللحيانى والرجل من عدوان وهو حليف لبنى صاهلة بن كاهل بن الحرث بن التميم، فقال: استأسر يا أبا قلابة فإنا خير من أخذك. قال الأصمعى. وكان أبو قلابة قد ثقل وضعف وهو في أخرى القوم، فقال أبو قلابة: انكشف عني لا أبا لك فإن وراءك رجلا خيرا منك من بنى المقعد، أو من بنى المحرث بن زبيد أو بني المعترض، وأسرع أبو قلابة ثم أدركه الثانية فقال: استسلم يا أبا قلابة فما لي بد من أخذك. قال=

<<  <  ج: ص:  >  >>