للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُسَامُون الصَّباحَ بذى مُراخٍ ... وأُخْرَى القَومِ تَحتَ حَرِيقِ غابِ (١)

يُسامُون، هذا مثل، يقول: يُسْقَون ما لا يَشتهون (٢) أي ما يَكرهون. وقوله: تحتَ حريقِ غاب، أي تحتَ ضِراب وطِعانٍ كأنّه حَريق.

فمنّا عُصْبةٌ (٣) لا هَمْ حمُاةٌ ... ولا همْ فائِتُونا في الذَّهابِ

لا هُم حُماة، يقول: لا هُم يَحْموننا, ولا هم يُجِيدون العَدْو، فنحن نُقاتِل عنهمْ لأنّهم لا يَقدِرون أن يذهبوا.

ومِنّا عُصْبةٌ (٤) أخرى حُماةٌ ... كغَلْيِ النارِ حُشَّتَ بالثِّقابِ

يقول: ومنّا عُصْبَةٌ حُمَاةٌ يحَمونَنا، كما تُحَشُّ نارُ القِدْرِ بالحَطَب، وتُحَشّ: تُوقَد يقال: قد حَشَّ القِدر، إذا أَوْقَدَ النارَ تَحتَها.

ومنّا عُصْبةٌ أخرى سِراعٌ ... زَفَتْها الرِّيح كالسَّنَن (٥) الطِّرابِ

يقول: ومنّا آخرونَ هرّابون كأنّهم (٦) إِبلٌ قد طَرِبَتْ إلى أوْطانها. زَفَتْها: اِستخَفَّتها.


(١) أورد ياقوت هذا البيت هكذا:
يسامون الصبوح بذى مراخ ... وأخرى القوم تحت حريق غاب
والصبوح من اللبن ما حلب بالغداة، أو ما شرب بالغداة فيما دون القائلة، والفعل منه الاصطباح. أما الصباح فلم يرد فى كتب اللغة التى بين أيدينا بمعنى الصبوح، ولم يتعرض الشارح لتفسيره.
(٢) قوله: "يسقون ما لا يشتهون" الخ هم الذين وصفهم الشاعر بقوله "وأخرى القوم تحت حريق غاب" يقول: إن بعض القوم ينعمون ويتلذذون في حين أن غيرهم من القوم تحت الضراب والطعان كأنه في حريق.
(٣) هذه العصبة هي التى وصفها الشاعر في الشطر الأوّل من البيت السابق بقوله: "يسامون الصبوح بذى مراخ".
(٤) وتلك هي التى وصفها الشاعر فى الشطر الثانى من البيت السابق بقوله: "وأخرى القوم تحت حريق غاب".
(٥) لعله أراد: بالسنن الشوط، من قولهم جاء سنن من الخيل أي شوط.
(٦) كأنهم إبل أي كأنهم شوط من الإبل طربت أي حنت إلى أوطانها فألحت في العدو مسرعة إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>