للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

له إلْدُةٌ (١) سُفْعُ الوُجوِه كأنّهمْ ... يصفِّقُهمْ وَعْكٌ من المُومِ (٢) ماهِنُ

السُّفْعة: حمُرة شديدةٌ تضِرب إلى السواد. قال: يصفِّقهم: يقلِّبهم، أراد أنّهم مَهازِيل. والوَعك: الحمَّى نفسُها.

[وقال أيضا]

ألا أَصبحتْ ظَمْياءُ قد نزَحَتْ بها ... نَوًى خَيْتَعُورٌ طَرْحُها وشَتاتُها

نَزحَتْ: بعدتْ بها هذه النِّية. خَيتْعور: باطل، يقول: عَهْدُ هذه المرأة خَيتَعور، وهو كأنّه باطل. وشَتاتُها: تفرّقُها، فهىَ في هذه المَواعيد. (٣)

وقال (٤) تعَلَّمْ أَنّ ما بَيْنَ سايةٍ ... وبين دُفاقٍ رَوْحَةٌ وغَداتُها

قال: رَوْحة، يومٌ أو غُدوَته. هذا يريد.

وقد دخل الشهرُ الحرامُ وخُلِّيتْ ... تِهامةُ تَهْوِى بادِيًا لهَوَاتُها (٥)

دخل الشهر الحرام وخرج أهلُها حاجِّينِ فصارَت لا أحدَ فيها.


(١) له إلدة أي أولاد. والولد بكسر الواو وضمها: ما ولد أيا كان، وهو يقع على الواحد والجميع والذكر والأنثى، وقد جمعوا فقالوا: أولاد وولدة وإلدة.
(٢) قال في اللسان: الموم الحمى مع البرسام. وقيل: الموم البرسام.
(٣) شرح السكرى هذا البيت فقال: نزحت بها: باعدتها. وخيتعور: غدارة روّاغة لا تثبت على وجه، يقال: داهية خيتعور إذا كانت شديدة فجوعا. وطرحها: بعدها. قال: أراد الغدر. وشتاتها: تفرّقها (اهـ ملخصا).
(٤) في السكرى "وقالت تعلم" ويشرح هذا البيت فيقول: أي وقالت ظمياء. اعلم أن ما بين ساية ودفاق -وهما بلدان- مسيرة يوم، إن لم يبعد عليك الموضع فإن شئت فزر. وروحة وغداتها: مسيرة يوم إلى الليل.
(٥) فسر السكرى هذا البيت بما ملخصه: تهوى، أي يهوى الناس إليها. بادبا لهواتها: فاتحة فاها لا تمنع أحدا يدخلها، أي قد دخل الشهر الحرام وخرج أهلها إلى الحج وهي فاتحة فاها لمن أرادها. (اهـ ملخصا).

<<  <  ج: ص:  >  >>