للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الشيخ: بالخطّ المَقْروء على (التَّوَّزِىّ) (١) بالجيم، فغُيِّر عند القراءة "على الأحوال" بالخاء. ووقع سماعى بالخاء، ولم يُنسَب فيه. يقول: تُربِّينا الحروبُ حتى استَنْشِئْنا جِذالَ حِكاكٍ، واحدُها جِدْل، وهي خَشَبةٌ تنصَب للجَرْبَي تحتكّ بها. والدواجِن والدواخِن واحد، يقال: قد دَجَن ودَخَن.

ويَبرَح منّا سَلفَعٌ متلبِّبٌ ... جريءٌ على الضَّرّاء والغَزْوِ مارِنُ

ويَبرَح، يقول: لا يَبرحَ. سَلْفَع: جريءٌ الصَّدْر. متلبِّب: متحزِّم، ومنه قول الشاعر:

واستَلْأَموا وتَلبَّبوا ... إنّ التَّلبُّبَ للمُغير

والضراء: الشدّة. مارِن: قد مَرَن على الغَزاةِ، هو مُرَدَّدٌ مدرَّبٌ.

مُطِلٌّ كأَشْلاء اللِّجاِم أَكَلَّه الـ ... ـغِوارُ ولمّا تُكْسَ منه الجَناجِنُ

مُطِلّ: مُشِرف. أكلَّه: مِن الكَلال. والغِوار: المُغاوَرة. والجنَاجِن: عِظامُ الصَّدر تَنْدُر عند الهُزال، واحدها جنْجن، يقول: أضمرتْه الحربُ حتّى صار كأنّه بقيّة لجامٍ.


(١) هو عبد الله بن محمد بن هارون التوّزى اللغوى المشهور، أخذ عن أبي عبيدة والأصمعى وأبى زيد، وقرأ على أبى عمر الجرمى كتاب سيبويه وكان في طبقته، ومات في سنة ٢٣٨ والتوّزىّ: نسبة إلى توّز، وهي بلدة بفارس قريبة من كازرون شديدة الحرّ، لأنها في غور من الأرض، بينها وبين شيراز اثنان وثلاثون فرسخا، ويعمل فيها ثياب كان تنسب إليها، ويقال فيها أيضا "توّج" بالجيم (١) ملخصا من معجم البلدان لياقوت).

<<  <  ج: ص:  >  >>