للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: يَبعُد منه وِجْدانُه، أي لا يجده إلّا بعيدا. ومعناه لا يجده أبدا. قال: ويَروَى، "بوِجدان شديد".

[وقال صخر أيضا]

لِشَمّاءَ بعد شَتاتِ النَّوَى ... وقد كنتُ أَخْيَلْتُ بَرْقا وَليفَا

أخيلتُ: رأيتُ المَخيلة، والمَخِيلة، هو الّذى يُتخيّل (١). ويقال: أخيَلَتِ السماءُ بعد (٢). ووَلِيفا: متتابِعا اثنين اثنين، مرتين مرّتين. قال أبو سعيد: سمعتُ عيسى بنَ عمر يقول: كان رؤبة يُنشد:

* والرَّكْضُ يومَ الغارةِ الإيلاف *

والوِيلاف. وبعض العرب يقول: وَلَّف بينهم، والأكثر يقول: أَلَّف بينهم.

وسمعت أبا عَمرٍو يقول: اجتمعوا من شَتات. والشَّتات: اسم الشَّتّ.

أَجَشَّ رِبَحْلاً له هَيْدَبٌ ... يكشِّف للخال رَيْطا كَشيفا

أَجَشّ: سحاب (٣)؛ لأنّه ذَكَر البرقَ فعُلمِ أنّ ثَمّ سحابا، والرِّبَحْل: الثقيل. والخال: المَخِيلة، يعني سحابا ذا مَخِيلة. يكشِّف للخال، أي الغَيم الذي فيه الخَيلة. والرَّيْط: البَرْق (٤). كشِيفا "أي يكشفه (٥) من أجل الّذي فيه"، وأنشَدَنا لأوس بن حجر:


(١) كان الأولى أن يقول: "هي التي تتخيل" أي السحابة التي يظن أنها ماطرة.
(٢) يلاحظ أنه لامقتضى لقوله "بعد" في هذه العبارة.
(٣) في كتب اللغة أن الأجش من السحب الشديد الصوت برعده، ليس مطلق السحاب.
(٤) تفسير الريط بالبرق إنما هو على طريق التشبيه. وعبارة السكرى "ويعني بالريط البرق إذا انكشف".
(٥) كذا ورد هذا التفسير في الأصل للكشيف؛ وهو غير ظاهر. والذي في شرح أشعار الهذليين للسكرى ص ٤٢ طبع أوربا: كشيفا مكشوفا. وفي اللسان (مادة كشف) ريط كشيف: مكشوف وأنشد بيت صخر هذا، ورواه "يرفع للخال"، الخ. ثم نقل عن أبي حنيفة أنه يعنى أن البرق إذا لمع أضاء السحاب فتراه أبيض، فكأنه كشف عن ريط.

<<  <  ج: ص:  >  >>