للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّما بين أعلاه وأسفلِه ... رَيْطٌ منشَّرةٌ أو ضوءُ مِصباحِ

ويقال: هذا خالٌ حَسَنُ البرق. والهَيْدَب من السحاب: الذي تراه كأنّ عليه هُدْبا أو خَمْلا.

كأنّ تَواليَه بالمَلا ... سفائنُ أعَجَم ما يَحْنَ رِيفا

تَواليه: مآخيره، أي بعد ما تَوالَى منه أي يَتبع بعضُه بعضا. وقوله: ما يَحْنَ ريفا، أي امتَحْن من الريف، أي اشتَرَيْن من موضع الرِّف (١). والمَلا: موضع (٢).

أَرِقْتُ له مِثلَ لَمْعِ البَشيـ ... ـرِ يقلِّب بالكفّ فَرْضا خَفيفا

يقول: أرِقت لهذا البرق وهو يلمع مِثلَ لَمْعِ البشَير بالكفّ، فَرْضا أي تُرْسا (٣). والبَشِير الّذى يبشّرك، إذا أَقبَل حرّك تُرْسَه، أي اعلَموا أنّي غنمتُ.

فأَقبَلَ منه طِوالُ الذُّرَا ... كأنّ عليهنّ (٤) بَيْعا جَزِيفا

أي أُخِذَتْ (٥) له جِزافا غيرَ كَيْل فأُوقِرَتْ له كما يريد، يعني بذلك أن السحاب ثقيل.

وأقبَل أي أستَقبَل (٦).


(١) في شرح أشعار الهذليين في تفسير الريف في هذا البيت أنه الساحل وحيث يكون الخصب.
(٢) ورد في الملا عدّة أقوال: منها أنه مدافع السبعان، والسبعان واد لطىّ يجيء بين الجبلين. والأصيفر في أسفل هذا الوادى، وأعلاه الملا (ياقوت) وقيل: ان الملا مستوى من الأرض.
(٣) في شرح أشعار الهذليين ص ٤٣ طبع أوربا عدّة أقوال في تفسير الفرض، فمنها أنه الترس كما هنا؛ وقيل العود؛ وقيل القدح؛ وقيل الخرقة. قال: والعود أجود. وقال الأصمعى عن بعض أعراب هذيل "ثوب".
(٤) عليهن أي على السفن المشبه بها السحاب، أو على الإبل قولان في ذلك. انظر شرح أشعار الهذليين.
(٥) أخذت وأوقرت أي الأحمال. وعبارة شرح أشعار الهذليين أخذ ... فأوقرت الخ. فحذف التاء في الأولى وأثبتها في الثانية.
(٦) عبارة السكرى "فأقبل منه" من المقابلة لا من الإقبال"

<<  <  ج: ص:  >  >>