للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأَقبَلَ مَرًّا إلى مِجْدل ... سِياقَ المقيَّد يمشى رَسِيفا

سِياقَ المقيَّد، أي هو يمشى الرَّسيف. والرَّسيف: أن تقيّد الدابة فتُقاربَ الخَطوَ. فيقال عند ذلك: مرّ يَرْسُف في قيْده. ومَرّ ومِجْدَل: موضعان (١).

ولمّا رأى العَمْقَ قُدّامَه ... ولمّا رأى عَمَرا والمُنِيفا

العَمْق وعَمَر والمُنيف: بُلدان (٢).

أَسالَ من اللّيل أشجانَه ... كأنّ ظواهرَه كنّ جُوفَا

الأشجان: طرائقُ في الغِلَظ. وقوله: ظواهره كنّ جُوفا، أي كأن ما ظهر منه من الأشجان من كثرة الماء. يقول: كأنّ ما ارتفع من الأرض كان وادياً من كثرة ما حَمَل من الماء (٣).

وذَاك السِّطاعُ خِلافَ النِّجا (٤) ... ءِ تَحسبه ذا طِلاءٍ نَتيفا


(١) في ياقوت أن مر الظهران موضع على مرحلة من مكة؛ ولم يرد فيه تعيين لمجدل، غير أنه ضبطه بفتح الميم؛ وضبطناه بكسرها عن القاموس. ويريد بقوله: "وأقبل مرا" أن السحاب استقبل هذا الموضع. قال في شرح أشعار الهذليين: أقبل استقبل، من قوله عز وجل: (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم).
(٢) العمق: واد من أودية الطائف. وعمر: جبل في بلاد هذيل (ياقوت). والمنيف: جبل يصب في مسيل مكة كما في تاج العروس مادة "ناف" ولم يعين ياقوت المنيف المقصود في هذا البيت وإن كان قد عين غيره مسمى بهذا الأسم.
(٣) عبارة الجمحيّ: واحد الأشجان شجن، وهي المسايل، كأن ظواهره أودية من كثرة السيل. يقول: صرن بطونا (انظر شرح السكرى).
(٤) النجاء: السحاب، الواحد نجو، وهو الذي قد هراق ماءه. وقيل هو السحاب أوّل ما ينشأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>