للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: هذا الّذى حَصَّ الجَدائُر رأسَه لولا أنّ رأسه يُشدَخ بالحجارة قلّ عملُ السيوف فيه من شدّته وغِلَظه وهُجونته. وإنّما يصفهم بالكِدْنة والهُجُونة.

وأنا الّذى بَيَّتُّكمْ في فِتيةٍ ... بمَحَلّةٍ شَكِسٍ وليلٍ مظلِم

أغارَ عليهم ليلا، يقول: أغرتُ عليكم ليلا وأنتم في مكان غليظ بليل مظلم ومَحَلّة عسِرة شديدة ليست بسهلة ولا ليّنة.

كانت على حَيّان (١) أوّلُ صَوْلةٍ ... منّى فأَخضبُ صفحتَيه بالدَّمِ

حيّان: اسم رجل منهم. والصفحتان: الجَنْبان.

ثم انصرفتُ إلى بنيه حولَه ... بالسيف عَدْوةَ شابكٍ مستلحِم

هذا أَسَد. ومستلحِم: آكلِ اللَّحم. والشابك: الّذى قد اشتَبكتْ أنيابُه.

أُنحِى صَبيَّ السَّيف (٢) وَسْطَ بيوتِهمْ ... شَقَّ المعيِّث في أَديم الملْطَم

أُنحِى: أعتمد، وبعض الناس ينشد: "أَنحَى صبيَّ السيف" أي حَرَّفه. والمعيِّث: الذي يَعيث ويُفسِد. وأنشدنا "فعَيَّث في الكنانة (٣) يَرجِع". والمِلطَم (٤): أديمٌ يقابَلُ به آخَرُ فذاك لَطْمُه، وهو مِثلُ قول الجَعديّ:

لُطِمن بُترسٍ شديدِ الصِّفا ... قِ من خَشَب الجَوْزِ لم يُثْقَب (٥)


(١) كذا ورد هذا الاسم في الأصل.
(٢) صبي اليف: حدّه.
(٣) هذا بعض عجز بيت لأبي ذؤيب حمارا وصائده؛ وهو:
فبدا له أقراب هذا رائغا ... عجلا فعيّث. . . . . . . . الخ
ويلاحظ أن التعييث في بيت أبي ذؤيب معناه إمالة الصائد يده في الكنانة ليأخذ سهما, وليس معناه الإفساد كما هنا.
(٤) في القاموس أن الملطم أديم يفرش تحت العيبة لئلا يصيبها التراب.
(٥) يصف حصانا؛ وقبله:
كأن مقطّ شراسيفه ... إلى طرف القنب فالمنقب
لطمن الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>