للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تَسْبِقَنّ الناسَ مِنِّي بَحزْرَةٍ (١) ... من السُّمِّ مَذْرورٍ عليها ذَرُورُها

قوله: بحَزْرة، الحَزْرة: الحامضة.

وإيّاكَ لا تأخُذكَ مِنِّي سَحابةٌ ... ينفِّرُ شاءَ المُقْلِعِين (٢) خَريرُها

ويُروَى أيضا: "شْاءَ المُقْلَعين"، وهم الّذين أَقلعتْ عنهم السّحابةُ؛ وإنما هذا مَثَل. يقول: يأخذك منّي قولٌ مثْلُ المَطر يتداركُ عليك، أي أَهْجوكَ.

وقال أبو ذؤيب حين جاءتْه أمُّ عَمرٍو تَعتَذر إليه:

تُرِيدينَ كَيْما تَجْمعيني وخالدًا ... وهل يُجْمَع السَّيفان وَيْحَكِ في غِمْد

أخالدُ ما راعَيتَ من ذي قرابةٍ ... فتَحْفَظني بالغَيْب أو بعضِ ما تُبدِي

دَعاكَ إليهما مُقْلَتاها وَجيدُها ... فمِلْتَ كما مالَ المُحِبُّ عَمْدِ

كنتَ كَرَقراقِ السَّرابِ إذا جَرَى ... لِقَوْمٍ وقد باتَ المَطِيُّ تخْدِى

فأَقسمتُ لا أَنفكُّ أَحْذُو قَصيدةً ... أَدَعْكَ وأيّاها بها مَثَلًا بَعْدي

قال أبو سعيد: سألتُ ابنَ أبي طرفة عن هذا فلم يَعرِفْه، ولَم يكن عند أبي عَمرٍو فيها إسناد. وسَمعتُ من قال: أحْذُو، يعنى أقول. ومن قال: "أَحْدو" قال: أُغنِّي بها؛ وأهلُ المسجد يُنشِدون: "تكون وإيّاها بها مَثَلا بَعْدي".


(١) في السكري: "بخمطة".
(٢) المقلعون بكسر اللام، من أقلع إذا جلا عن مكانه وبعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>