للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلتُ لهمْ شاءٌ رَغيبٌ (١) وجامِلٌ ... وكلُّكمُ من ذلك المالِ شابِعُ

وقالوا لنا البَلْهاءُ (٢) أوَّلَ سُؤْلةٍ ... وأعراسُها واللهُ عنّى يُدافعُ

يعني الذين أسروه وقالوا لنا البَلْهاء، وهى ناقةٌ عنده. وأعراسُها: ألاّفُها يريد أَخْذَ ما معها من الإبل. أوَّلَ سُؤلَة: أوَّلَ ما سَألنا.

وقد أَمَرتْ بى رَبَّتى أمُّ جُنْدَبٍ ... لأُقتَلَ لا يَسْمَعْ بذلك سامِعُ (٣)

رَبَّتى: يعني امرأة (٤) الذى أَسَره قالت: اُقتُلوه سرًّا لا يسَمَع أحد.

تقول اقتُلوا قَيْسا وحُزُّوا لِسانَه ... بِحَسْبِهم أن يَقْطَع الرأسَ قاطِعُ

ويأمُر بي شَعْلٌ لأُقْتَل مُقْتَلا ... فقلتُ لشَعْلٍ بئسَما أنتَ شافِعُ (٥)

سَرَا ثابتٌ بَزِّى ذَميما ولم أكُنْ ... سَلَلْتُ عليه شَلَّ مِنّى الأَصابِعُ


(١) في الأصل: "رغيت" بالتاء، وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا نقلا عن السكرى الذي قال في شرح هذا البيت ما نصه: الرغيب: الكثير، يريد فقلت لهم خذوا مالى ودعونى. وجامل: جمع جمال (بكسر الجيم) أي سأعطيكم.
(٢) البلهاء: ناقته، وكانت نجيبة فارهة. وأعراسها: أصحابها وألافها. وسؤلة، أي أوّل ما سألنا. والله عني يدافع، أي والله يدافع عني الأسر. وقال أبو عبد الله: البلهاء أمنية عظيمة لا يقدر عليها. وأعراسها: أولادها. وقال أبو عمرو: ناقة كريمة كانت له فقالوا أوّل ما سألوه: أعطناها. (السكرى ملخصا).
(٣) في رواية: "ليقتل" مكان "لأقتل". وقوله: "لا يسمع بذلك سامع" جزمه على الدعاء، كأنه قال: لا يمكن ذاك. اهـ ملخصا من السكرى.
(٤) يعنى امرأة تأبط شرا الذي كان أسيرا عندها, لأنها هي التي قالت: اقتلوه سرا لا تخبروا بقتله أحدا.
(٥) أراد الشاعر بقوله: "بئسما أنت شافع" أي شافع قولك هذا بتكراره مرة أخرى, لأن امرأته كانت قالت اقتلوه. وشعل: لقب تأبط شرا. ومقتل: مصدر قتلته إذا حملته على أن يقتل، كأن شعلا حمل غيره على أن يقتل قيسا. وفي رواية:
ويأمر بى سمع لأقتل مقتلا ... فقلت لسمع بئسما أنت شافع
وسمع: رجل (اهـ ملخصا من السكرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>