للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذًا لأَعملتُ نفسى في غَزاتِهِمُ ... أو لَابتعثْتُ به نَوْحًا له زَجَلُ

الزَّجَل: شدّة الصوت. "له نَوْحا" (١) أي تَنُوح عليه. قاد: والنَّوْح الجماعة من النساء يقال لهنّ نَوْح.

أقول لمّا أتانِي النّاعِيانِ بهِ ... لا يَبْعَدِ الرمح ذو النَّصلَين والرَّجُلُ

قوله: ذو النّصلين أي ذو الزُّجّ والنَّصْل، وهذا مَثَل معناه لا يبعَدْ فلانُ وسلاحُه.

رمْحٌ لنا كان لم يُفلَلْ نَنوءُ (٢) به ... تُوفَى به الحربُ والعَزّاءُ والجُلَلُ

قوله: تُوفَى به، رجَعَ إلى الرجل فقال: كان سلاحا لنا تُعلىَ به أي تُقهَر به الحرب إذا كان فيها؛ ويقال: أوفَى على الجبل إذا علا على الجبل؛ وأَوفَى على السطح إذا علا عليه. والعَزّاء: الشِّدْة. والجُلَل, والواحدة جُلّى، وهي العظيم من الأمر.

رَبّاءُ شَمّاءُ لا يأوِى لقُلّتِها ... إلاَّ السحاب وإلّا الأَوْبُ والسَّبَلُ

ورَوَى أبو عمرو:

. . . . . . . . لا يدنو لقُلّتها ... إلا العُقابُ وإلّا الأَوْبُ والسَّبَلُ

رَبّاء: يُرْبَأ فوقها، يقول: لا يدنو لقُلَّتها، أي لرأسها، أي لا يعلو هذه الهَضْبة من طولها إلاَّ السحاب. والأَوْب: رجوع النَّحْل. والسَّبَل: القَطْر حين يسيل.


(١) كذا وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين في كلا الأصلين، ويلاحظ أن لفظ البيت "به" مكان "له". وهو مخالف لفظ الشارح.
(٢) تنوء به أي تنهض به.

<<  <  ج: ص:  >  >>