يقول: لا تُحرزه الظُّلَم ولا الجبل، لا تُحرِزه من (١) حَتْفِه.
ولا السِّما كان إن يَستَعْلِ بينهما ... يَطرْ بخُطّةِ يومٍ شَرُّه أصِلُ
يقول: لا يُحرِزه السِّما كان أيضًا من حَتْفه. يقول: يصير حظُّ ذلك اليوم له. والأصِل: ذو الأَصْل. يقال: جَدَعه الله جَدْعا أَصِلا أي مستأصِلا. يقول: إن صار بين السِّماكين أتاه الموت. والأصل: الشديد الاستئصال. ويقال: طار فلان بخيْر ذلك الأمر، أي صار ذلك له.
ولا نَعامٌ بَجوٍّ يَسْتَرِيدُ به ... ولا حِمارٌ ولا ظَبيٌ ولا وَعِلُ
قوله: يستريد به، أي يَرُودُ به يجيء ويَذهب، أي يجول فيه؛ ويستريد يسَتفعِل مِن يَرود. وجَوّ: واد. وكلّ بطن واد داخلَ الأرض فهو جَوّ.
أَوفَى يَبيتُ على أقذاف شاهِقةٍ ... جَلْسٍ يَزِلّ بها الخُطّاف والحَجَلُ
الأقذاف: جمع قُذُف. والقُذُف: الناحية من الجبل. جَلْس: نَجْد.
وكل مُشِرف ومرتفِع جَلْس، وأنشَدَنا أبو سعيد:
إذا ما جلسْنا لا تَزال تزورنا ... سُليمٌ لدى أبياتنا وهَوازنُ
أي أتينا نَجْدا.
فلوُ قُتِلتَ ورِجْلي غيرُ كارِهةِ الـ ... إِدلاجِ فيها قَبِيضُ الشَّدّ والنَّسَلُ
يقال: عدوّ قَبيض، أي شديد. والنَّسَل: من نَسلان الذئب، وهو ضرب من المشي نحو الهَدَج، يقول لو قُتلتَ ورجْلي صحيحة فيها ما أنقبض به في حاجتي لفعلتُ.
(١) لم يفسر للشارح الدعج في هذا البيت، وهي الشديدة السواد.